قال خبير اقتصادي صيني بارز: إن الاقتصاد الصيني يمضي في المسار الصحيح لتجاوز الاقتصاد الأمريكي في غضون فترة تراوح بين 5 و10 سنوات، مؤكدا بذلك نبوءة جريئة أطلقها قبل 31 عاما.

جاستن لين ييفو، الذي شغل منصب كبير خبراء الاقتصاد والنائب الأول لرئيس البنك الدولي في الفترة 2008 – 2012، قال: "أعتقد أنه في ظل الظروف العادية، فإن التوقعات بأن اقتصاد الصين سيتجاوز اقتصاد الولايات المتحدة بحلول 2030 أو 2035 على أبعد تقدير، على أساس أسعار الصرف في السوق، يجب أن تظل دون تغيير".

لين أشار خلال حديثه في المنتدى المالي الآسيوي في هونج كونج يوم الاثنين، إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للصين شهد تباطؤا، لكن معدل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة تباطأ هو الآخر.

وجاء تقييم لين، الذي يعمل الآن أستاذا للاقتصاد في جامعة بكين، قبل ساعات من استهزاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بآفاق النمو الاقتصادي في الصين، وفقا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.

قال بايدن في خطاب وداعي يوم الاثنين: "تتذكرون جميعا عندما توليت منصبي كان الخبراء يعتقدون (...) أن اقتصاد الصين، وفقا لعديد من التوقعات التي من شأنها أن تحدث بحلول 2030 أو بعد ذلك بفترة وجيزة، حتما سيتجاوز اقتصادنا"، مضيفا: "الآن، وفقا لأحدث التوقعات، وفقا للمسار الحالي للصين، فلن يتجاوزونا أبدا".

عندما كتب لين عن معجزة الصين في 1994، كان النمو الاقتصادي في الصين أكثر من 13%، ووصل إلى 14.2% في 2007 قبل أن ينخفض ​​تدريجيا ويبقى في نطاق من رقم أحادي بعد انخفاضه إلى 9.6% في 2011.

أوضح لين يوم الاثنين، أن معدل النمو الاقتصادي في الصين منذ ذلك الحين إلى 5 %، لكن معدل النمو في الولايات المتحدة تباطأ أيضًا إلى نحو 2.5 %، ما يعني أن النمو الاقتصادي السنوي للصين لا يزال أعلى بشكل ملحوظ من النمو في الولايات المتحدة.

تأتي هذه التصريحات في وقت من المنتظر أن تضيف فيه فترة ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب المقبلة حالة من عدم اليقين إلى العلاقات الثنائية بين أكبر اقتصادين في العالم.

عن التحديات التي تفرضها ولاية ترمب الثانية التي تبدأ الأسبوع المقبل، أشار لين إلى مثل صيني قديم يقول: "الجنود يقابلون بالجنرالات، والماء بالأرض"، بعبارة أخرى، يمكن مواجهة كل تحد بتدابير مضادة مناسبة، مضيفا: "سنظل هادئين، ونبذل قصارى جهدنا لتطوير اقتصادانا وتحمل التحديات". وأعرب عن ثقته بأن لدى الصين كثير من الطرق للتعامل مع التحديات أكثر من التحديات الفعلية، ولا يزال لديها القدرة على النمو بنسبة 8% سنويًا، رغم أنه أقر بأن النمو الفعلي سيعتمد على الظروف المحلية والدولية.

وقال: "يجب أن يكون من الممكن تماما للاقتصاد الصيني الحفاظ على معدل نمو بنسبة 5% هذا العام"، مشددا على أن هذا سيظل مرتفعا نسبيا على المستوى العالمي، ومن المنتظر أن يصدر المكتب الوطني للإحصاء في الصين بيانات الناتج المحلي الإجمالي للبلاد لعام 2024 يوم الجمعة.

وأكد لين ثقته في قدرة الصين على زيادة نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي إلى نصف نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بحلول 2049، وهو ما من شأنه أن يرفع الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى ضعف نظيره في الولايات المتحدة ويساعد على تحقيق حلم أن تصبح الصين دولة أقوى وأكثر حداثة.