عندما يتعلق الأمر بتأثير الذكاء الاصطناعي في النقل، فمن الصعب ألا نحلم بسيارات ذاتية القيادة بالكامل. وفي حين أننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، فإن الذكاء الاصطناعي له تأثير في مجموعة واسعة من الأمور المتعلقة بالنقل مثل إدارة تدفق حركة المرور وتبسيط الخدمات اللوجستية وتحسين وسائل النقل العام. ويواصل الذكاء الاصطناعي دفع التطورات التي تجعل رحلاتنا أكثر أمانا وكفاءة وأفضل للبيئة.
يعد ازدحام الطرق مصدرا للتوتر لعديد من السائقين والركاب. لا يوجد أسوأ من الوقوع في حركة مرورية متقطعة أثناء ساعة الذروة. الآن، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات في الوقت الفعلي وجمع البيانات من الكاميرات وأجهزة الاستشعار وأجهزة تحديد المواقع العالمية لإجراء تعديلات في الوقت الفعلي وتحسين تدفق حركة المرور. من خلال ضبط إشارات المرور وإعادة توجيه المركبات، تتمكن المدن والمناطق المزدحمة للغاية من رؤية تحسن فوري وتقليل الازدحامات المرورية وأوقات التوقف. لا تعمل هذه التعديلات على تحسين الازدحام فحسب، بل إنها تقلل من عدد السيارات المتوقفة على الطريق، وتقلل الانبعاثات، وتحسن السلامة على الطرق، ويمكن أن تقلل من توتر السائقين، وذلك بحسب "فورتشن".
من المألوف أن يستخدم السائقون تطبيقات الملاحة لمساعدتهم على الانتقال إلى وجهاتهم. والآن تستفيد هذه التطبيقات مثل "خرائط جوجل" و "ويز" من قوة الذكاء الاصطناعي لجعل التوجيه أكثر كفاءة. تستطيع هذه التطبيقات تحليل البيانات في الوقت الفعلي مثل حالة الطرق والحوادث وإغلاق الطرق وأنماط المرور لتزويد السائقين بالطرق الأكثر كفاءة ومثالية.
يستخدم الذكاء الاصطناعي لجعل إدارة الشحن والخدمات اللوجستية أكثر موثوقية وأمانا وكفاءة. يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة حاويات الشحن الكبيرة على تحسين توزيع الحمولة. كما يتم تطبيقه للمساعدة على التنبؤ بالطلب على الشحن والسماح للمؤسسات بالتأكد من وجود عدد كاف من السفن في الموقع الصحيح في الوقت المناسب.
بمجرد وصول البضائع إلى المستودعات وتوصيلها إلى باب العميل، تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب وتحسين طرق التسليم وإدارة المخزون لتحسين سرعة التسليم وخفض التكاليف وتوفير طرق محسنة للمساعدة في تقليل ازدحام الطرق.
بالنسبة إلى المناطق والمدن التي تتميز بارتفاع عدد السكان، يعد النقل العام جزءا مهما من مشهد النقل بها. في هذه المدن، يساعد الذكاء الاصطناعي على إنشاء أنظمة نقل عام أكثر ذكاء وكفاءة. من خلال تحليل طلب الركاب إضافة إلى البيانات في الوقت الفعلي مثل ظروف المرور وأجهزة الاستشعار من السيارات والكاميرات في جميع أنحاء المدينة، يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين جداول الحافلات والقطارات لتقليل أوقات الانتظار وتحسين الخدمة ورضا العملاء.
