يبدو أن النفط الخام يواجه صعوبة في الاستقرار السعري، إذ يأتي الضغط على أسعار النفط من قيام الأسواق بإعادة تسعير توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، ومع تناقص احتمالات خفض أسعار الفائدة قد يتوقف النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة، ما يعني توقعات قاتمة للنفط في الأشهر المقبلة، وفق ما ذكره لـ "الاقتصادية" ديفيد لديسما مدير إستراتيجيات الطاقة في شركة "كورت" الدولية.

مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" أكد أن المخاوف تتزايد من التصعيد في صراع الشرق الأوسط وما ينتج عنه من تأثير على العرض في المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط وتوازنات السوق الضيقة في الأشهر المقبلة، مؤكدا أن هذا هو العامل الرئيسي الذي يقدم الدعم لأسعار النفط الخام.

أما الطلب فالشكوك مستمرة حوله، إذ أظهرت بيانات الصناعة التي نشرها معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام ارتفعت أكثر من المتوقع، بمقدار 1.64 مليون برميل الأسبوع الماضي وفق ما ذكرت لـ "الاقتصادية" ليندا تسيلينا مديرة المركز المالي العالمي المستدام.

جاء هذا أيضا في ظل ارتفاع الدولار المستمر إلى أعلى مستوى له منذ أوائل أغسطس مدعومًا بالرهانات على تخفيضات أصغر في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، ما يمنع المتداولين الصعوديين من وضع رهانات جديدة.

شركة "إس إل بي" توقعت أن يكون الحفر والتطورات البحرية هو محرك نمو صناعة النفط الخام الأمريكية في المستقبل، مع مواجهة مقدمي الخدمات الصغار تحديًا أكبر في الولايات المتحدة حيث إن تباطؤ النشاط يضغط على أسعارها.

وذكرت الشركة أنه بالنسبة إلى الربع الرابع من المرجح أن شركات الاستكشاف والإنتاج ستستنفد ميزانياتها من الحفر البري في الولايات المتحدة.

مختصون ومحللون نفطيون قالوا "إن أسعار النفط آخذة في الارتفاع مرة أخرى هذه المرة مدفوعة بتجدد التفاؤل بشأن الطلب على الخام الصيني".

وأوضح المختصون أنه لا يزال النفط قريبا من أعلى مستوى له خلال أسبوع، وسط آمال بتحسن الطلب من الصين والمخاطر الجيوسياسية الناجمة عن الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط.

ولا يزال المستثمرون يأملون في أن تؤدي إجراءات التحفيز الضخمة التي أعلنتها الصين أخيرًا إلى إشعال انتعاش دائم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتعزيز استهلاك الوقود في أكبر دولة مستوردة للنفط الخام في العالم.

أسعار النفط انخفضت اليوم بعد أن أظهرت بيانات زيادة مخزونات الخام الأمريكية بأكثر من المتوقع مع انتعاش نشاط التكرير، ذلك رغم أن العقود الآجلة للخام لا تزال مرتفعة بنحو 2% هذا الأسبوع مع أخذ المتعاملين في الحسبان استمرار الصراع في الشرق الأوسط.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.7% إلى 74.78 دولار للبرميل في حين نزلت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنفس النسبة إلى 70.54 دولار للبرميل.