التمور في الأحساء .. محصول زراعي ارتبط بالإرث الثقافي والاجتماعي
تتمتع واحة الأحساء (شرق المملكة)، بساحاتها الزراعية الشاسعة، وأشجار النخيل الفارعة، بوفرة الإنتاج الزراعي، والثمار المتنوعة، ومن أبرزها التمور، التي تتصدر قائمة السلة الغذائية بين مختلف الفواكه الصيفية، والأعلى إنتاجا، من خلال أصنافه وأحجامه وألوانه وأسمائه.
تعد التمور من المحاصيل الزراعية البارزة في الأحساء، وتسوق على مستوى المحلي والخليجي، وتصدر إلى العالم، إذ يفوق عدد النخيل في الواحة 2.5 مليون نخلة، تنتج نحو 200 ألف طن سنويا من أجود أنواع التمور، ومن أبرز أنواعها الخلاص، الذي يمثل النسبة الأكبر مبيعا، يليه بعد ذلك الشيشي، والشبيبي، والرزيز، إضافة إلى أصناف أخرى منها الغر، والطيار، والمجناز، والشهل، والهلالي، والزاملي، والخنيزي، والوصيلي، وأم رحيم، والحاتمي.
تشهد الواحة هذه الأيام موسم مزاد الصرام، الذي يشرف على مجرياته المركز الوطني للنخيل والتمور، من خلال برنامجه في ترسيخ وارتباط التمور بالإرث الثقافي والاجتماعي في الأحساء، والمملكة، حيث تعتبر التمور جزءًا من الهوية المحلية (السعودية) ورمزًا للكرم والضيافة،
إذ تعزز مواسم التمور الاستثمار الأمثل لتحقيق أعلى مستويات الرضا للمزارع والمسوق والمشتري، إضافة إلى الإيجابيات التي ستحققها المواسم للاقتصاد المحلي والمملكة، من خلال تطبيق "نظام الأسواق الموسمية"، الذي يُعد نظامًا إلكترونيًا يهدف إلى ضبط وتنظيم حركة تداول التمور لرفع كفاءة وجودة أسواق التمور الموسمية.
يعد موسم مزاد صرام التمور، الذي بدأ في 12 من سبتمبر الماضي، ويجري تنظيمه وسط مدينة الملك عبدالله للتمور، بشراكة إستراتيجية بين المحافظة، والأمانة، وهيئة تطوير الأحساء، والمركز الوطني للنخيل والتمور عبر مبادرة "مواسم تمورنا".
كما يعتمد الموسم على تنظيم المزاد من خلال تنفيذ الآليات المتبعة في استقبال المزارعين وكميات التمور الواردة إلى مدينة الملك عبدالله للتمور، حيث يجرى تنظيم تفويج المركبات ودخولها إلى ساحة المزاد، وتعبئة التمور في العبوات الكرتونية المطابقة لمعايير صحة البيئة، مع أخذ عينات عشوائية من التمور إلى مختبر الجودة، وتكليف لجنة متخصصة بفحص التمور وتحديد مستواها.
حقق المزاد تصاعدا نسبيا في تحقيق القيمة السوقية عبر جذب المستثمرين والتجار في الأحساء وخارجها إضافة إلى تشجيع قطاع إنتاج وتصنيع التمور على القيام بدوره في تعزيز تبادل الخبرات وتوثيق الروابط بين المزارعين ومنتجي ومصنعي التمور، انطلاقًا مما يمثله موسم تمور الأحساء كركيزة أساسية تسهم في إبراز الأبعاد التسويقية والثقافية المرتبطة بإنتاج التمور في المحافظة، إلى جانب الإيجابيات التي سيحققها للإسهام في اقتصاد المنطقة والمملكة بشكل عام.