بلغت القيمة السوقية لشركة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي إنفيديا 3.2 تريليون دولار تقريبا، ما يجعلها إحدى أكبر شركات صناعة الرقائق في العالم. وهي تشكل الآن أكثر من 6% من مؤشر ستاندرد آند بورز. على مدى الأعوام الخمسة الماضية، نمت إيراداتها السنوية 458% وارتفع سهمها 2009%.

لكن جاذبية مثل هذه المكاسب تثير المنافسة بطبيعة الحال. تخطط الآن إحدى الشركات المنافسة لطرح عام أولي، وتقول إنها تصنع رقائق يمكنها التفوق بشكل كبير على إنفيديا مقابل سعر أقل.

قدمت شركة سيريبراس لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي بيان تسجيلها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصة لطرح أسهمها في السوق. في بيان صحافي صدر عام 2021، قالت سيريبراس إنها حصلت على تقييم بقيمة 4 مليارات دولار بعد جولة تمويل من السلسلة "إف" جمعت خلالها 250 مليون دولار. وتستهدف الآن طرحا عاما أوليا لجمع مليار دولار بتقييم يراوح بين 7 و8 مليار دولار.

في بيان تسجيلها، تشير سيريبراس إلى إنفيديا بوصفها منافسة، إضافة إلى شركات الذكاء الاصطناعي الكبيرة الأخرى مثل أدفانسد مايكرو ديفايسز وإنتل ومايكروسوفت وألفابيت.

وبحسب "موقع شركة موتلي فول" تصمم سيريبراس معالجات لتدريب الذكاء الاصطناعي، وتبني أنظمة ذكاء اصطناعي لتشغيل بيانات المعالجات وتبريدها وتغذيتها، وغير ذلك.

تقول الشركة: إن الأكبر هو الأفضل، لأنها صممت شريحة بحجم رقاقة سيليكون كاملة، وهي الأكبر حجما على الإطلاق. وتعتقد أن ميزة الحجم تقلل مدة نقل البيانات. وهي تتمتع بنموذج أعمال مرن يتيح للعملاء الحصول على منتجاتها في منشآتهم، أو باشتراك حسب الاستخدام عن طريق البنية التحتية السحابية للشركة.

من الواضح أن سيريبراس تريد من المستثمرين مقارنتها، أو على الأقل ربطها، بإنفيديا، إذ ذكرت إنفيديا 12 مرة في بيان التسجيل. وتعقد سيريبراس أيضا مقارنة بين شريحتها Wafer-Scale Engine-3 ووحدة معالجة الرسوميات H100 من إنفيديا التي تعد أقوى وحدة معالجة رسوميات في السوق.

قال أندرو فيلدمان، الرئيس التنفيذي لسيريبراس: إن نظام الاستدلال الخاص بالشركة أسرع 20 مرة من نظام إنفيديا وأقل سعرا.

في 2023، حققت سيريبراس نحو 78.7 مليون دولار من الإيرادات، بزيادة 220% على أساس سنوي. وخلال النصف الأول من 2024، زادت إيراداتها إلى 136.4 مليون دولار. ولا تزال الشركة لا تحقق أرباحا، بعد أن أبلغت عن خسارة تقارب 67 مليون دولار في النصف الأول من 2024. وتبدو الأرقام ضئيلة بالمقارنة مع إنفيديا التي أعلنت أخيرا أن إيراداتها في الربع الثاني بلغت 30 مليار دولار والأرباح نحو 16.6 مليار دولار.

جذبت سيريبراس الانتباه بالفعل مع الدعاية الكبيرة من المنشورات الإخبارية والادعاءات بأنها أسرع 20 مرة من إنفيديا، وستستمر في ذلك.

فهل تتفوق سيريبراس على إنفيديا؟ الوقت فقط هو الذي سيخبرنا بذلك. عروض منتجاتها مذهلة، لكن لا يزال أمامها طريق طويل لينافس وضعها المالي إنفيديا. علاوة على ذلك، قد تكون هناك بعض المزايا لامتلاك إنفيديا لشرائح أصغر ويبقى أن نرى ما إذا كانت سيريبراس قادرة على التنافس مع لغة برمجيات إنفيديا "كودا" (CUDA)- رغم أن الشركة تقول إن برمجياتها تلغي الحاجة إلى البرمجة منخفضة المستوى في كودا.

في حين أن كل شيء يبدو رائعا، إلا أن الجزء الأكبر من إيرادات سيريبراس يأتي من عميل واحد، بينما تتمتع إنفيديا بحصة سوقية كبيرة وعلاقات مع العملاء الكبار.