سيساعد الذكاء الاصطناعي، الذي اتُهم في كثير من الأحيان بالتحيز الجنسي، في تقديم رعاية أكثر عدالة للنساء، وفقا لـ "موقع أكسيوس".
ترى الدكتورة ليزا شاه، وهي مديرة طبية في شركة توين هيلث بكاليفورنيا في الذكاء الاصطناعي وسيلة للوصول إلى السبب الجذري للأمراض الأيضية المزمنة.
تقدم تكنولوجيا "توين هيلث" "توأما" رقميا لعملية الأيض لكل مريض من خلال أكثر من 3 آلاف نقطة بيانية يومية تجمع من أجهزة الاستشعار المتصلة بالبلوتوث - بما في ذلك جهاز مراقبة الجلوكوز المستمرة وساعة مراقبة معدل ضربات القلب وأجهزة استشعار ضغط الدم.
التكنولوجيا متاحة للنساء والرجال، لكن شاه ترى فرصة خاصة في استخدامها لتصحيح اختلال التوازن بين الجنسين في الرعاية الصحية.
قالت شاه: إن النساء يقمن تقريبا بكل أعمال الرعاية للأشخاص الذين يحبونهم ولكنهن لا يتلقين خدمات كافية لصحتهن.
افتقار النساء إلى الوصول إلى الرعاية الصحية يأتي من عدم إعطاء صحتهن الأولوية، حسبما قالت، لكن المشكلة أكبر من ذلك.
تستخدم "توين هيلث" تكنولوجيا التوأم الرقمي لجمع البيانات فوريا وتتبع المرضى الأفراد لمساعدتهم على تجنب الأمراض الأيضية المزمنة مثل السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني.
ينقل التوأم هذه المعلومات إلى مقدمي الرعاية الصحية ويرسل للمرضى توصيات شخصية للغذاء والنشاط والنوم من خلال تطبيق "توين هيلث" المحمول لمساعدتهم في اتباع سلوكيات يمكن أن تمنع من الأمراض الأيضية تساعد على الشفاء منها.
لكل مرحلة من مراحل الدورة الشهرية تأثير في عوامل منها الهرمونات ومستويات التوتر وشهية تناول الطعام، التي بدورها تؤثر في أمراض مثل السكري. لكن الأطباء -والنساء أنفسهن- ليسوا متأكدين دائما من المرحلة التي تمر بهن.
الذكاء الاصطناعي قادر على دمج هذه المعلومات مع بقية البيانات الصحية للمرأة لتقديم اقتراحات مفصلة أكثر.
والأفضل من ذلك، كما تقول شاه، تقدم كل هذه البيانات إلى شخص متخصص في الصحة للعمل مباشرة مع المريض.
إذا أخبرت توأمك أنك تتناول الخبز المحمص على الإفطار، فقد يقترح عليك أن تأكل بيضة مع الخبز للحصول على بروتين أكثر. وإذا أخبرته أنك لا تحب البيض، فسيقترح عليك ما يشابهه في الفوائد الغذائية.
التذكيرات والاقتراحات تتفهم طبيعة الشخص ولا تصدر أحكاما، وهو ما تقول إنه يناسب المريضات اللاتي تحدثت إليهن. وتقول: إن النساء "يتمتعن أيضا بذكاء كبير في التعامل مع البيانات".
حتى الآن لا يمكن التنبؤ بالذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، ويبقى أن نرى ما إذا كانت الضجة حوله ستحقق الوعد.
نظرا لأن الذكاء الاصطناعي من صنع البشر ويتعلم من البيانات التي ينتجها البشر، فإنه يحتوي بطبيعة الحال على تحيزات، رغم الإجراءات الوقائية.
لا يزال التغيير السلوكي أحد أكبر التحديات في الرعاية الصحية، وفقا لشاه. "لو تمكنا من حل ذلك، حلت كثير من مشكلات الصحة في العالم".
