التعرفات الجمركية تحاصر الصين .. هل باتت بحاجة إلى مقايضات مزعجة؟
يواجه نمو الصادرات الصينية أخطارا متزايدة، مع انتقال الضغوط الداعية لرفع التعرفات الجمركية على الواردات من الدول المتقدمة إلى الدول الأقل تقدما، وسط عمليات انتقامية متبادلة ومخاوف بشأن الطاقة الفائضة.
يتمركز ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي يعد منذ فترة طويلة ورشة العالم، على الطرف المتلقي للتدابير التي تستهدف الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، والصلب والألمنيوم وحتى سلع التجزئة منخفضة القيمة، وفقا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
كريستوفر بيدور نائب مدير أبحاث الصين لدى جافيكال دراجونوميكس في هونج كونج، قال: "إن زيادة التعرفات الجمركية على الصادرات الصينية قد تضغط على النمو، لأن التجارة ذات أهمية بالغة للصين"، مضيفا: "الصادرات القوية تخفي نقاط ضعف شديدة في الاقتصاد الصيني، إذا بدأ الطلب الخارجي في التراجع، بسبب التعرفات الجمركية، سيحتاج المسؤولون فجأة إلى البدء في إجراء بعض المقايضات المزعجة، ما بين السيطرة على الديون والحفاظ على نمو مرتفع نسبيا".
تشمل قائمة الدول التي ترفع التعرفات الجمركية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا، فضلا عن أسواق الناشئة مثل البرازيل والمكسيك وتركيا والهند. كما أطلقت اليابان تحقيقا لمكافحة الإغراق في منتجات المطاط.
تعتزم إدارة جو بايدن فرض مجموعة من التعرفات الجمركية الجديدة والمرتفعة على الصين في 27 سبتمبر، متعهدة بحماية الصناعات الإستراتيجية من الممارسات الصناعية التي تقودها الدولة، بينما تستعد المفوضية الأوروبية لفرض تعرفات جمركية 35.3% على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين.
قال ستيفن أولسون باحث زائر في معهد دراسات جنوب شرق آسيا: "خطر احتدام الحروب التجارية حقيقي للغاية".
وبعيدا عن الدول الغربية، قالت الهند الأسبوع الماضي: إنها ستفرض تعرفات جمركية تراوح بين 12 و30 % على بعض منتجات الصلب المستوردة من الصين وفيتنام في محاولة تعزيز الصناعة المحلية.
ومع فرض الاقتصادات المتقدمة تعرفات جمركية على السلع الصينية، لاحظ محللون أن الدول الأقل تقدما قلقلة من حصولها على حصة متزايدة من الطاقة الصينية الفائضة، لأن الأسواق الأخرى تمنع هذه الشحنات.
جايانت مينون باحث أول في معهد يوسف إسحاق في سنغافورة قال: "هناك احتمال حقيقي لحدوث تأثير من نوع الدومينو، حيث ترفع دول أخرى أيضا رسومها الجمركية على الصين. ومن المرجح أن يكون هذا مدفوعا بمخاوف وطنية أكثر من أي تعاطف سياسي مع الحلفاء".
الصين قدمت استئنافا إلى منظمة التجارة العالمية بشأن التعرفات الجمركية الأوروبية على المركبات الكهربائية، ووصفتها بأنها غير عادلة، وحثت الولايات المتحدة على التراجع عن قرارها بتوسيع العرفات الجمركية على السلع الصينية.
في الوقت نفسه، لا يسعى كل زعماء العالم إلى استهداف الصين. فمثلا، دعا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في خطط فرض تعرفات جمركية على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين. ويتوقع أولسون "استمرار المناقشة الحية مع الاتحاد الأوروبي بشأن التعرفات الجمركية على المركبات الكهربائية من الممكن تماما التوصل إلى اتفاقية تجارية مع الصين لتجنب التعرفات الجمركية أو خفضها".