"إنرجي شتايرمارك" لـ "الاقتصادية": 3 عوامل وراء تراجع أسعار النفط دون 70 دولارا
تسببت الإمدادات القوية، والمخاوف بشأن الطلب، وتفشي عمليات البيع للمضاربة، في انخفاض العقود الآجلة لخام برنت إلى أقل من 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، في موجة جديدة من تراجع الأسعار، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة.
لكن أسعار النفط تعافت وارتفعت بأكثر من 2 % اليوم الأربعاء لتعوض بعض خسائر الجلسة السابقة، إذ تغلب تأثير انخفاض مخزونات الخام الأمريكية والقلق بشأن حدوث اضطرابات في إنتاج الولايات المتحدة بسبب الإعصار فرنسين على مخاوف متعلقة بضعف الطلب العالمي.
انخفضت مخزونات الخام الأمريكية 2.793 مليون برميل وتراجعت مخزونات الوقود 513 ألف برميل، فيما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير 191 ألف برميل.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.41 دولار أو 2.04 % إلى 70.60 دولار للبرميل خلال التعاملات. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.79 دولار أو 2.7 % إلى 67.54 دولار للبرميل.
وخفضت مجموعة سيتي الاستثمارية الأمريكية توقعاتها للسعر لعام 2025 إلى 60 دولارا فقط للبرميل، ما أدى إلى مراجعة عامة بالخفض للتوقعات، حيث خفض كل من مورجان ستانلي وبنك أوف أمريكا توقعاتهما إلى 75 دولارا للبرميل.
في حين لفتت شركة CIBC Private Wealth إلى أن النفط الخام يكافح من أجل العثور على أرضية، حيث يفتقر المشترون إلى الثقة للشراء عند الانخفاض، ما يخلق جيبًا هوائيًا للأسفل بسبب الأخبار الإضافية المحدودة، كما أن "البيانات الصادرة من الصين لا تزال فاترة".
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية"، ديفيد لديسما مدير إستراتيجيات الطاقة في شركة "كورت" الدولية: إن البيانات الاقتصادية المتشائمة من الولايات المتحدة والصين – بما في ذلك أرقام الواردات الضعيفة - أثارت مخاوف بشأن الطلب على النفط في أكبر مستهلكين للنفط، ما زاد من المخاوف من ظهور فائض في العام المقبل وتغذية مراكز هبوطية قياسية، ويتفاقم ذلك بسبب ارتفاع الإنتاج في الدول المنتجة خارج منظمة أوبك.
بدورها، ذكرت لـ"الاقتصادية" ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام، أن هذا التراجع يأتي رغم تأجيل تحالف "أوبك+" خطته الأصلية لإضافة 180 ألف برميل يوميا الشهر المقبل، حيث يستأنف تدريجيا الإنتاج الذي كان محتجزا منذ عام 2022 في محاولة لدعم الأسعار.