ربما تسعى بكين إلى كبح جماح حصتها الإنتاجية المخصصة من المعادن النادرة في الصين، من ضمنها المعادن المهمة إستراتيجيا المستخدمة في السلع الشائعة مثل الهواتف الذكية وفي معدات الدفاع المهمة، وسط انخفاض الأسعار المحلية بينما يتسارع التطور في الخارج.

وضعت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الموارد الطبيعية، يوم الثلاثاء حدا أقصى للدفعة الثانية من ناتج تعدين المعادن النادرة لهذا العام عند 135 ألف طن، وحدا أقصى للصهر عند 127 ألف طن، وكلا الرقمين لا يختلف عن الدفعة الأولى المعلنة في فبراير.

يبلغ مجموع الدفعتين إجمالا هذا العام 270 ألف طن و254 ألف طن على التوالي، وهو ما يمثل زيادة سنوية بـ5.9 % و4.2 % عن أول دفعتين من الحصص التي تم إصدارها العام الماضي، بحسب "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

غالبا ما تصدر بكين دفعتين سنويا، لكن 2023 كان استثناء بدفعة ثالثة، وإذا لم يتم إصدار دفعات لاحقة هذا العام، فإن الزيادات على أساس سنوي ستكون أقل من 21.4 % و20.7 % التي شوهدت العام الماضي، وهذا يعني أن "معدل نمو العرض المحلي من المعادن النادرة سوف يتقلص هذا العام"، وفقا لمذكرة بحثية نشرتها شركة توبسبيريتي سيكيورتيز.

من المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى جانب زيادة الطلب من قطاعي مركبات الطاقة الجديدة وتوربينات الرياح، إلى انتعاش أسعار المعادن النادرة.

وتعد إمدادات الصين من المعادن النادرة ذات أهمية بالغة لسلسلة التوريد العالمية، وقد أثارت هيمنتها على مجموعة المعادن الـ17 المهمة لتطوير التكنولوجيا مخاوف جيوسياسية متزايدة في ظل احتدام التنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة.

وتسيطر 6 شركات مملوكة للدولة على معظم الإنتاج الصيني، وقد حظرت السلطات تصدير تكنولوجيات استخراج المعادن النادرة وفصلها، إضافة إلى التكنولوجيا اللازمة لصنع مغناطيسات المعادن النادرة. في المقابل، دعت وزارة التجارة الأمريكية إلى وضع خطط لخفض اعتماد أمريكا على المعادن النادرة الصينية.

كانت الصين مسؤولة عن 80 إلى 90 % من إنتاج المعادن النادرة العالمي في أوائل العقد الثاني من القرن الحالي، لكن هذه الهيمنة تراجعت إلى نحو 70 % بحلول 2023 وسط زيادة عالمية في معروض المعادن النادرة، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وانخفضت أسعار المعادن الحرجة بشكل عام، واستنادا إلى بيانات من شركة أرجوس ميديا الاستشارية لأسعار السلع الأساسية، انخفضت أسعار المعادن النادرة نحو 20 % منذ بداية هذا العام.

ومع تزايد المخاوف العالمية بشأن الاعتماد على المعادن النادرة من الصين، ضخ مزيد من الحكومات موارد لتطوير قدراتها الخاصة في إنتاج المعادن النادرة.

أظهرت بيانات الجمارك أن صادرات الصين من المعادن النادرة في الفترة من يناير إلى يوليو ارتفعت 7.5 % على أساس سنوي إلى 34 ألف طن تقريبا، في حين انخفضت قيمة الصادرات 40.8 % إلى 300.4 مليون دولار