"الاستثمارات" في ظل فائدة مرتفعة تدفع شركات التأمين السعودية لأرباح قياسية
سجلت شركات التأمين المدرجة في السوق الرئيسة "تاسي" أرباحا قياسية خلال الربع الثاني من العام الجاري، مستفيدة من نمو قطاع التأمين الصحي نتيجة زيادة معدلات التوظيف.
وعوّض نمو عوائد الاستثمار، ونمو أقساط تأمين المركبات مع قرار إلزامية التأمين، انخفاض متوسط أسعار الوثائق نتيجة المنافسة.
وبحسب تقرير لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية" بلغ صافي الدخل للقطاع 1.32 مليار ريال بنمو 12% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
على غير العادة، سجلت شركة واحدة فقط صافي خسارة خلال الربع الثاني (الخليجية العامة)، وسط تحقيق جميع شركات التأمين المتبقية مكاسب.
التوظيف والتشريعات يدعمان الأرباح
استفادت شركات التأمين ولا سيما التي تركز أعمالها على القطاع الصحي، من زيادة معدلات التوظيف في البلاد، وكذلك الزيادة في التأمين السياحي والعمرة.
بحسب آخر إحصائية رسمية، سجل معدل البطالة بين السعوديين أدنى مستوى على الإطلاق، بفضل حزمة التشريعات الاقتصادية الداعمة لسوق العمل، التي انعكست على زيادة وثائق التأمين الصحي خلال الفترة الماضية.
كما أسهمت التشريعات الجديدة ومنها إلزامية التأمين على المركبات في زيادة وثائق تأمين السيارات، إضافة إلى ارتفاع أعداد سائقي المركبات من النساء.
قالت شركة "رسن" المالكة لمنصة "تأميني" إن شركات التأمين خفضت أسعار وثائق التأمين خلال الفترة بنحو 28%، رغم زيادة الوثائق من خلال المنصة بنحو 47%، وربما يعود ذلك إلى زيادة المنافسة بين الشركات.
كما أدت المنتجات الجديدة إلى تعزيز الأرباح، حيث عملت شركات التأمين على منتج تأمين المساكن، وهي أحد المنتجات الإلزامية المعنية بالعيوب الخفية.
ارتفاع "الفائدة" يوسع العوائد
تعمل شركات التأمين على استثمار أموال أقساط التأمين المتاحة لديها لحين الحاجة إليها، بحسب سياستها المتبعة، ما يعزز من ربحيتها والحفاظ على حقوق عملائها.
استفادت شركات التأمين من ارتفاع أسعار الفائدة لأعلى مستوياتها في أكثر من 20 عاما، ما أدى إلى زيادة الدخل من عمليات الاستثمار خلال الربع الثاني من العام الجاري، مع تسجيلها نموا في أرباح الاستثمارات بنحو 9%، لتصل إلى 685.5 مليون ريال، ما يمثل نحو 51% من الأرباح الصافية للقطاع.
التعاونية الأعلى ربحية
جاءت "التعاونية" في صدارة الشركات الأعلى ربحية بنحو 459.8 مليون ريال، إذ نمت أرباحها 87% على أساس سنوي، فيما أرجعت الشركة النمو إلى تحسن نتائج خدمات التأمين وتراجع المطالبات.
التعاونية أعلنت إجمالي أقساط مكتتبة بقيمة 5.73 مليار ريال، بنمو سنوي 23.8%، فيما شهدت محفظة الاستثمارات للشركة نمواً واسعا بفضل ارتفاع معدل العوائد.
في المرتبة الثانية، حلت شركة بوبا العربية بعد تسجيل صافي دخل 404.6 مليون ريال إلا أنها نمت بنحو 9%، متأثرة بارتفاع مصاريف التشغيل.
مثلت أرباح " التعاونية و بوبا العربية" نحو 66% من أرباح شركات التأمين خلال الربع الثاني، فيما سجلت شركة الوطنية للتأمين أعلى معدل نمو بواقع 5.4 ضعف لتصل إلى 28.4 مليون ريال.
وحدة التحليل المالي