كيف رأت شركات الاستثمار العالمية تراجعات أسواق الأسهم الأخيرة؟
تسببت عمليات البيع التي هزت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم في إغفال آفاق المستثمرين الذين يتطلعون إلى شراء الأسهم بأسعار رخيصة، حيث تهدد المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وأرباح التكنولوجيا المخيبة للآمال بمزيد من الخسائر في المستقبل.
وأدت هزيمتان على مدى يومين في أواخر الأسبوع الماضي إلى تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 6% عن ذروته في يوليو، بينما مدد مؤشر ناسداك المركب الثقيل بالتكنولوجيا خسائره ليحقق أول تصحيح بنسبة 10% من أعلى مستوى له على الإطلاق منذ أوائل عام 2022، كما انخفضت الأسهم في أوروبا وآسيا، وخسر مؤشر نيكاي الياباني ما يقرب من 5% خلال الأسبوع.
وقد يؤدي تقرير الأرباح الصادر يوم السبت من شركة بيركشاير هاثاواي التابعة للمستثمر وارن بافيت أيضا إلى توقف صائدي الصفقات، إذ باعت المجموعة نحو نصف حصتها في شركة أبل وسمحت لكومة النقد بالارتفاع إلى 277 مليار دولار في الربع الثاني، وغالبا ما تسمح بيركشاير للنقد بالتراكم عندما لا تتمكن من العثور على شركات كاملة أو أسهم فردية للشراء بأسعار عادلة.
وبحسب "رويترز"، قال مارك ترافيس، مدير المحفظة في شركة إنتربيد كابيتال، "بدأ الناس في إعادة تقييم مخاطرهم وما إذا كانوا في وضع مناسب"، مشيرا أيضا إلى أن التقييمات المرتفعة تجعل المستثمرين يتوقفون للحظة.
وارتفعت الأسهم هذا العام في مسيرة دافعة بسبب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وما يسمى باقتصاد جولديلوكس، حيث ظل النمو مرنا بينما تباطأ التضخم، ويعتقد بعض المستثمرين أن الانخفاض الأخير ليس سوى توقف مؤقت في عام قوي للأسواق، ويبحثون عن فرصة للشراء.
فيما قال لامار فيلير، مدير المحفظة في شركة فيلير آند كو: "لقد شعرنا بالإحباط لأننا لم نحظ بفرصة، والآن نحن نقترب من ذلك، وكنا نتطلع إلى الدخول في بعض تلك الأسماء باهظة الثمن".
وتجلس شركة صناعة الرقائق إنفيديا، التي أصبح صعودها المذهل رمزا لجنون الذكاء الاصطناعي، على مكاسب سنوية بلغت نحو 117%، على الرغم من انخفاضها بأكثر من 20% من أعلى مستوياتها.
وفي حين إن التوقعات بشأن نتائج شركات التكنولوجيا ربما كانت مرتفعة، فقد حققت بعض الشركات ذات الوزن الثقيل أرباحا قوية، بما في ذلك شركة أبل ومنصة ميتا التابعة لفيسبوك.
وقال مايكل أرون، كبير إستراتيجيي الاستثمار في ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز، "إن أسهم التكنولوجيا الكبرى تستمر في امتلاك أعمال عظيمة وخنادق تنافسية كبيرة. ولا يزال تدفقها النقدي قويا، وعادة ما يبالغ المستثمرون في رد فعلهم في الأمد القريب".
ومع ذلك، لاحظ آخرون أنه في حين انخفضت تقييمات الأسهم في عمليات البيع الأخيرة، إلا أنها تظل مرتفعة وفقا للمعايير التاريخية.
وذكر آرت هوجان، كبير إستراتيجيي السوق في بي رايلي ويلث: "هذا ليس إعصارا من الفئة 3، لكننا نرى كيف تتفاعل الأسواق مع العلامات التي تشير إلى أن الاقتصاد يعود إلى طبيعته بعد أن أصبح ساخنا في النصف الأول من هذا العام، وقد تجد الأسواق نفسها تبالغ في رد الفعل ويتمسك المستثمرون بأي شيء كذريعة لجني الأرباح".
قد يؤدي عدم إصدار بيانات اقتصادية رئيسة حتى تقرير أسعار المستهلك في 14 أغسطس إلى إبقاء الأسواق متوترة، والواقع أن المخاوف بشأن النمو الاقتصادي جعلت المتداولين أكثر خوفا مما كانوا عليه منذ شهور.