نتيجة ازدهار السياحة .. ارتفاع الإيجارات يدفع سكان مايوركا للعيش في بيوت متنقلة
دفع ارتفاع أسعار إيجارات المساكن في مدينة مايوركا الإسبانية عددا من سكانها إلى العيش في عربات متنقلة وذلك نتيجة ازدهار السياحة في الجزيرة الإسبانية وفقا لـ"رويترز".
واستقبلت إسبانيا 33 مليون مسافر دولي حتى شهر مايو بزيادة 14 % على الفترة نفسها من عام 2023.
وقال معهد الإحصاء الوطني، إن جزر البليار كانت ثاني أكثر المناطق المفضلة في إسبانيا بالنسبة للسياح العام الماضي حيث اجتذبت نحو 14.4 مليون سائح.
ويقول نشطاء مناهضون للسياحة في إسبانيا، إن الزوار يرفعون تكاليف السكن، ما يؤدي إلى عدم تمكن السكان من تحمل تكاليف العيش في مراكز المدن.
وأثار هذا الاتجاه احتجاجات في الجزيرة والمدن الإسبانية الأكثر استقبالا للسياح مثل برشلونة وغيرها.
وشارك نحو 10 آلاف متظاهر يوم الأحد في احتجاج ضد السياحة الجماعية في بالما دي مايوركا.
ولجأ عدد من سكان مايوركا إلى اللجوء للعيش في عربات متنقلة متوقفة في مناطق مخصصة لها حيث لا يستطيعون تحمل تكاليف سوق العقارات التي يفضل أصحابها تأجيرها للسياح.
وتقول جمعية قطاع السياحة (إكسيلتور)، إن السياحة تساهم بما مقداره 45 % من الناتج المحلي الإجمالي لجزر البليار.
ويفضل السياح استئجار المنازل لقضاء العطلات عبر تطبيقات مثل "إير بي.إن.بي"، ما أدى إلى ارتفاع نسبة تأجير السياح الأجانب للمساكن لفترة قصيرة بنسبة 24 % بين شهري مارس ومايو .
وارتفعت الإيجارات في الجزر بنسبة 158 % خلال العقد الماضي، وهو أكبر ارتفاع لإسبانيا، وفقا لموقع فوتوكاسا للعقارات.
وبلغ متوسط الإيجار لشقة مساحتها 80 مترا مربعا في الأرخبيل الإسباني 1447 يورو شهريا في يونيو. ووفقا لمعهد الإحصاء، فإن ذلك يُقارن بمتوسط راتب شهري في إسبانيا يصل إلى 1925 يورو.
وتعيش بيلار إيرناندو (45 عاما) في عربة متنقلة على مشارف جزيرة بالما دي مايوركا حتى إنها تستحم في المركز الرياضي المحلي.
وقالت إنها تسعى جاهدة للحصول على عمل في حانة أو مطعم نظرا لعدم تحمل أسعار الإيجارات التي ارتفعت بشكل حاد نتيجة ازدهار السياحة، مضيفة أن الأسعار ترتفع وكذلك الإيجارات وكل شيء باستثناء الرواتب.
وتضم مدينة مايوركا ثلاثة مواقع لعربات متنقلة من هذا القبيل وأنشأت السلطات المحلية نظاما لإعادة تدوير المخلفات في هذه المنطقة لكن سكان هذه المواقع أكدوا أنه لا يوجد سوى موقع واحد فقط في الجزيرة للتخلص من مياه الصرف الصحي.
ويقولون إنه لا يُسمح لهم حتى بفتح النوافذ أو وضع طاولات بالخارج لأن عرباتهم متوقفة في مكان عام.
وأضافوا أن الشرطة هددتهم بدفع غرامات فيما قالت الحكومة المحلية إنها لا تستطيع توفير مزيد من المرافق، وأحالتهم إلى الخدمة الاجتماعية.
وحصلت آينا أنماري (48 عاما) على قرض لشراء منزل متنقل وتسدده على أقساط شهرية بقيمة 323 يورو أي نحو نصف راتبها البالغ 700 يورو الذي تتقاضاه مقابل عملها في متجر.
وقالت إن استئجار غرفة في شقة بالجزيرة يكلف عادة بين 400 و500 يورو.
وأضافت "لا توجد طريقة لوصف كيف يتعين علينا أن نعيش بهذه الطريقة في جزيرتنا".