يقول كثير من الأمريكيين إنهم ما زالوا يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم، حتى مع استمرار انخفاض التضخم في النصف الثاني من 2024.

يقول ما يقارب ثلث العاملين في الولايات المتحدة إنهم يعيشون على دفعة كل راتب وتقريبا لا يتبقى لديهم أي شيء للادخار بعد دفع فواتيرهم الشهرية، وفقا لمسح أجراه موقع التمويل الشخصي بانكريت.

وهذه حقيقة مرة تعود جذورها إلى ما قبل الجائحة. قال نحو 38% من العاملين بدوام كامل في جميع أنحاء البلاد إنهم كانوا يعيشون على دفعة كل راتب في 2016، وفقا لشركة البحث عن عمل كارير بيلدر.

وجد استطلاع من "بانكريت" في مايو، أن عمال الدخل المنخفض يعيشون على دفعة كل راتب أكثر من أي شخص في شرائح الدخل الأخرى. العيش على دفعة كل راتب هو عامة انعدام القدرة على دفع تكاليف المعيشة فور فقدان الدخل.

ويشعر الأمريكيون بضيق مالي هذه الأيام، إذ رفع التضخم تكلفة السلع اليومية. أظهر انخفاض أسعار الغاز في يونيو علامات مبشرة للمستهلكين، لكن ارتفاع تكلفة التأمين على السيارات والإسكان يلغي هذه المدخرات لكثيرين.

وقالت سارة فوستر، محللة في "بانكريت"، في بيان، إن التضخم "دمر الأجور تماما" للأمريكيين الذين لم تواكب رواتبهم التضخم.

ونما متوسط الأجور 3.9% على أساس سنوي في يونيو، وفقا لأحدث البيانات الفيدرالية، في حين ارتفعت أسعار المستهلكين 3% فقط خلال الفترة نفسها.

رغم هذه المقاييس، لا يزال الأمريكيون يقولون إنهم يشعرون أن دولاراتهم لم تعد تغطي ما يكفي مثل قبل.

وقالت فوستر إنه بالنسبة إلى الأمريكيين الذين يعيشون على دفعة كل راتب، فإن التعامل مع النفقات اليومية "يشبه المشي على حبل مشدود دون حماية، حيث يصبح التوازن بين النفقات والأرباح دقيقا وحساسا". "التضخم هو لص صامت، وله ثمن - عادة ما يكون (الثمن) فرص الأمريكيين في عيش حياة كريمة".

من المؤكد أن تكلفة أساسيات كثيرة، من ضمنها الغذاء والمأوى والنقل، زادت بشكل كبير منذ 2019، كما يظهر متتبع الأسعار التابع لشبكة سي بي إس.

بين محال البقالة والمطاعم، ينفق الأمريكيون دخلهم على الطعام أكثر مما أنفقوه في 30 عاما. أشارت أبحاث حديثة أخرى إلى أن نسبة كبيرة من الأمريكيين يقولون إنهم يستندون إلى أساس مالي هش. وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة برايميركا أوائل هذا الشهر أن ثلثي الأسر الأمريكية ذات الدخل المتوسط تشعر أنها لا تغطي تكاليف معيشتها.

وجد تقرير من شركة ليندينج تري، صدر هذا الأسبوع، أن ثلث الأسر الأمريكية تعاني عدم أمان مالي، ما يعني أنهم تجد صعوبة إلى حد ما أو صعوبة بالغة في دفع نفقات مثل الطعام والسكن ومدفوعات السيارات والأدوية.

قال مات شولز، كبير محللي الائتمان في ليندينج تري في بيان: "العاصفة المدمرة من الديون القياسية، وأسعار الفائدة المرتفعة للغاية، والتضخم العنيد، أدت إلى تقلص هامش الخطأ المالي لكثير من الأمريكيين إلى الصفر تقريبا".