منتدى مستقبل أشباه الموصلات يمهد الطريق نحو توطين الرقائق في السعودية

منتدى مستقبل أشباه الموصلات يمهد الطريق نحو توطين الرقائق في السعودية
جانب من منتدى مستقبل أشباه الموصلات في الرياض في نسخته الثالثة. المصدر: واس

مهد منتدى مستقبل أشباه الموصلات في نسخته الثالثة، الطريق نحو تأسيس منظومة متكاملة لتوطين الرقائق الإلكترونية في السعودية، وفتح الباب أمام المبتكرين والموهوبين السعوديين للتحليق عالميا في هذا المجال الاستراتيجي.

وعززت النسخة، التي نظمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست"، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، خطوات المملكة تجاه الاقتصاد الرقمي القائم على الابتكار والفرص الواعدة، وجذب الاستثمارات العالمية.

وانتهى المنتدى إلى مجموعة من المخرجات الطموحة، وعرض أطروحات وأفكارا لافتة، تنوي المملكة الاستفادة منها لبناء مستقبل أشباه الموصلات، واستكشاف مزيد من الفرص في السنوات المقبلة لدعم الابتكار، بحسب ما أكده رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" الدكتور منير بن محمود الدسوقي، لافتا إلى أن من أهم مخرجات المنتدى الإعلان عن العديد من المبادرات التي سترسم مستقبل أشباه الموصلات في المملكة خلال السنوات المقبلة.                                                                                         

ويؤكد الإعلان عن 4 مبادرات وطنية جديدة خلال المنتدى رغبة المملكة في المضي قدما لتطوير هذه الصناعة وتوطينها، حيث أعلن رئيس "كاكست" إطلاق مركز القدرات الوطنية لأشباه الموصلات، بهدف تطوير وتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية في المملكة، من خلال استثمار الخبرات والموارد المشتركة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتعزيز ثقافة الابتكار وتبادل المعرفة وتطوير المواهب والشراكات، وهو ما يسهم في حل تحديات هذه الصناعة الاستراتيجية في المملكة ويدعم خططها في البحث والتطوير في مجال الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، في إطار سعيها إلى تقليل التكاليف وتحقيق التميز البحثي تحت مظلة التعاون المشترك .

وفي  إطار تحالف أكاديمي سعودي ـ أمريكي، تم الإعلان عن برنامج الماجستير في أشباه الموصلات بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس، للمساهمة في توطين صناعة أشباه الموصلات، من خلال تأهيل الطلاب والطالبات عبر برنامج تعليمي مدمج، سواءا داخل الفصول الدراسية بجامعة الأميرة نورة أو عبر الدراسة عن بعد مع أساتذة جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس.

بينما تستضيف مختبرات الغرف النقية في "كاكست" 35% من فترة التدريب العملي، وتنتظر المملكة من هذا البرنامج توفير أساس قوي وموارد بشرية مؤهلة تدعم تصنيع أشباه الموصلات وتعبئتها واختيارها وتوصيفها، ويسهم في تحقيق مستهدفات برامج رؤية السعودية 2030، في خلق وظائف عالية الجودة وتخصصات مبتكرة تخدم تنافسية سوق العمل.

وشهد المنتدى الإعلان أيضا عن بدء تسجيل الدفعة الأولى من برنامج حاضنة أشباه الموصلات "Ignition"، الذي يقدم حزمة تدريبية مكثفة، وإرشادا من قادة الصناعة والخبراء الأكاديميين، ويزود المشاركين بالمهارات والمعارف اللازمة لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس، وإكساب الدارسين الخبرة لمواجهة تحديات صناعة أشباه الموصلات وإمكانية إحداث تحول فيها.

ويهدف التجمع الوطني لأشباه الموصلات، الذي أطلقه المشرف العام على هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، الدكتور محمد العتيبي، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وشركة آلات، والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، والكراج، إلى توطين 50 شركة في التقنيات العالية، وتدريب 5 آلاف مهندس سعودي على تصميم الدوائر المتكاملة، وتوفير أكثر من 150 مليون ريال سعودي كإجمالي منتجات دعم متنوعة، وجذب ما يفوق مليار ريال سعودي من الاستثمار في التقنيات العميقة بحلول عام 2030م.

وقدم المشاركون في المنتدى ضمن 8 جلسات علمية حلولا لمواجهة التحديات في مجال صناعة أشباه الموصلات بالمملكة ؛ حيث ركزت الجلسة الأولى على "مشهد المملكة العام في أشباه الموصلات لاستكشاف الفرص وتشكيل المستقبل"، واستعرض المشاركون في الجلسة الأولى سلسلة القيمة والبنى التحتية اللازمة لصناعة أشباه الموصلات، وسبل تطوير الكوادر البشرية، والعقبات التقنية المحتملة، والحلول الممكنة للتغلب عليها.

فيما جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان "الريادة في التميز في مجال أشباه الموصلات في المملكة "، وناقشت الشركات الناشئة في مجال أشباه الموصلات والفرص المتاحة لتوطين هذه التقنية.

وتناولت الجلسة الثالثة "دور صناعة أشباه الموصلات في استكشاف الفضاء"، واستعرض المشاركون الأجهزة الدقيقة التي يمكنها التقاط الإشارات الخافتة من المجرات البعيدة بحساسية غير مسبوقة لاستكشاف أسرار الكون، بينما ناقشت الجلسة الرابعة أبحاث اتصالات الجيل السادس وما بعدها، وتطوير وتصنيع أشباه الموصلات في المملكة، وتعزيز التعاون بين الأكاديميين والعاملين في الجهات الحكومية ذات العلاقة بالإضافة إلى العاملين مجال الصناعة.

وشهد منتدى مستقبل أشباه الموصلات في نسخته الأولى إطلاق البرنامج السعودي لأشباه الموصلات (SSP)، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة لدعم البحث والتطوير وتأهيل الكوادر البشرية في مجال تصميم الرقائق الإلكترونية وتوطينها، كما أسهمت النسخة الثانية في تعزيز طموح المملكة في تطوير صناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وبناء سلسلة توريد مستدامة لأشباه الموصلات لتحقيق الأولويات والتطلعات الوطنية، ما يؤكد أن المملكة ماضية قدما في طريقها لتكون قوة بهذا المجال الاستراتيجي.

الأكثر قراءة