شركات ألعاب الفيديو السويدية الصغيرة تنافس عمالقة القطاع

شركات ألعاب الفيديو السويدية الصغيرة تنافس عمالقة القطاع

نجح السويديون، فرادى أو ضمن فرق عمل صغيرة، في صنع مكانة مميزة لأنفسهم في قطاع ألعاب الفيديو، إذ حققت ألعاب من إنتاجهم نجاحات كبيرة في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال "ماينكرافت" و"فالهايم" و"رافت".

فلعبة "ماينكرافت" التي احتفلت أخيرا بالذكرى الـ15 لإصدارها، هي عصارة خيال رجل واحد هو السويدي ماركوس "نوتش" بيرسون. وتشكل "ماينكرافت" اللعبة الأكثر مبيعا في التاريخ، وعززت لقبها هذا العام المنصرم ببيع أكثر من 300 مليون نسخة منها في 2023.

وليس هذا النجاح الوحيد من نوعه في السويد، ولا هو حالة معزولة، إذ إن منظومة العاب الفيديو في الدولة الأوروبية تشهد ازدهارا كبيرا، يقوم على ستوديوهات صغيرة اكتسبت مكانة راسخة.

وقال المؤسس المشارك لشركة تطوير الألعاب "لاندفول" فيليب فستريه مازحا لوكالة فرانس برس: "السبب هو الطقس. إنه بارد. وبالتالي، يبقى المرء في الداخل ويلعب، إذ لا يمكنه أن يفعل كثير في الخارج".

ورغم قلة عدد سكانها البالغ 10.5 مليون نسمة، ابتكرت المملكة الاسكندينافية ألعابا تم تنزيلها سبعة مليارات مرة في مختلف أنحاء العالم، وفقا لإحصاءات قطاع الألعاب السويدي، وهو ما يجعلها منافسة تقريبا للدول التي تعد الأقوى في هذه الصناعة، أي: الولايات المتحدة والصين واليابان.

وثمة واحد من كل أربعة أشخاص على مستوى العالم كله سبق أن لعب لعبة سويدية. وفي عام 2022، حقق المطورون السويديون مبيعات بقيمة 32.5 مليار كرونة (أكثر من ثلاثة مليارات دولار).

وحقق ستوديو "لاندفول" الذي يقع غرب العاصمة ستوكهولم ويضم نحو عشرة موظفين، نجاحا غير متوقع في الآونة الأخيرة.

وزينت جدران مكتب الاستوديو الصغير الواقع داخل فيلا بإحدى الضواحي الهادئة، بأعمال فنية مستوحاة من مؤسس ستوديو الرسوم المتحركة الياباني الشهير "غيبلي" المخرج هاياو ميازاكي. وعلى الحائط أيضا علامات لألعاب قديمة ورف من الدمى المحشوة اللينة.

في الأول من أبريل الفائت، أصدر الاستوديو أحدث ألعابه وهي بعنوان "كونتنت وورنينغ". وتقوم فكرة اللعبة على تصوير مقاطع فيديو ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي والسعي إلى أن تحظى بانتشار على نطاق واسع.

وتسهيلا لانطلاق اللعبة بقوة، وفرتها "لاندفول" مجانا لمدة 24 ساعة. وأدهشها أن أكثر من ستة ملايين أفادوا من هذه الفرصة.

وتشكل "كونتنت وورنينغ" التي صممت في ستة أسابيع فحسب، أحدث مثال على النجاح المبهر الذي تشهده الاستوديوهات السويدية الصغيرة في صناعة ألعاب الفيديو.

في بداية عام 2021، أصدر استوديو "آيرون غيت" لعبة "فالهايم" التي تتميز بأن لها طابع الفايكينغ، وقد ابتكرها فريق من خمسة أشخاص. وسرعان ما لمعت، وبيعت منها أكثر من 12 مليون نسخة.

أما لعبة "رافت" التي حققت هي الأخرى نجاحا كبيرا، وينبغي على اللاعبين فيها الصمود على متن طوف عائم في المحيط، فابتكرها ثلاثة طلاب من جامعة أوبسالا (وسط).

وكل هذه الألعاب تضاف إلى "ماينكرافت" التي صدرت عام 2009 واستحوذت عليها شركة "مايكروسوفت" الأمريكية العملاقة لقاء مليارين ونصف مليار دولار.

ورأى المبرمج في شركة "لاندفول" زورو سفارديندال أن هذه النجاحات تعود إلى تنظيم أكثر مرونة بفضل صغر حجم فرق العمل.

ولاحظ أنها "تعمل بسرعة أكبر"، ويمكنها كذلك اتخاذ القرارات دون الحاجة إلى المرور بطبقات هرمية عدة.

وفي المقابل، تطور حجم عدد من المطورين السويديين فتحولوا إلى ستوديوهات كبيرة تضم مئات الموظفين، مثل "دايس" (مبتكرة سلسلة "باتلفيلد") و"ماسيف إنترنتينمنت" (التي تعمل راهنا على تطوير اللعبة المقبلة "ستار وورز آوتلوز").

وفي السويد أيضا مجموعة ألعاب الفيديو العملاقة "إمبرايسر" التي تضم عددا من الاستوديوهات وتمتلك امتياز لعبة "توم رايدر".

الأكثر قراءة