الاستمرار في تحسين الأداء لتحقيق النتائج

  تتمثل رؤيتنا في مجموعة البنك الدولي في خلق عالم خال من الفقر على كوكب صالح للعيش فيه. ولكن كيف نحول هذه الرؤية إلى أثر ملموس؟ وكيف نضمن حصول مزيد من النساء على المياه النقية؟ وكيف يمكننا ربط مزيد من الناس بفرص عمل أفضل؟ وكيف يمكننا زيادة القدرة على توليد الطاقة المتجددة، بما في ذلك في الدول الصغيرة والبلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات؟
ويعد قياس النواتج وليس المدخلات أحد المكونات الرئيسة لهذا العمل، وكذلك التركيز على النتائج التي تعزز هدفنا المتمثل في تحسين حياة الناس وسبل كسب عيشهم. فعلى سبيل المثال، بدلا من إحصاء عدد مشروعاتنا التي تحتوي على مكون خاص بالنوع الاجتماعي، سنقدم تقريرا عن مدى تعزيز تلك المشروعات للمساواة بين الجنسين والفرص الاقتصادية. وبدلا من إظهار عدد الأشخاص الذين يمكنهم الحصول على الخدمات المالية، سنركز على عدد الأشخاص والشركات التي تستخدمها بالفعل. ويجب أن يسري نفس التحول في طريقة التفكير على جميع مجالات التنمية الأساسية التي تساعدنا على تحقيق رسالتنا.
وتمثل بطاقة قياس الأداء عامل تغيير جذري ونقطة تحول حقيقي. وستساعدنا على قياس مدى التقدم الذي أحرزناه في مواجهتنا لبعض أكثر التحديات صعوبة في عالمنا اليوم، ومنها الفقر وتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي، وغيرها كثير. كما أنها ستبين لنا المجالات التي تتطلب منا مزيدا من العمل والجهود.
تبني بطاقة قياس الأداء الجديدة على الجهود السابقة لقياس التقدم الذي أحرزناه، ولكن بقدر أكبر من الانتقائية والصرامة والشفافية. وتم انتقاء مؤشرات هذه البطاقة بعناية شديدة من خلال إجراء مشاورات واسعة النطاق مع البلدان المساهمة والشركاء. وسيتم نشر بطاقة قياس الأداء والمنهجيات التفصيلية التي تستند إليها المؤشرات على شبكة الإنترنت، ما يسهل الوصول إلى البيانات ومواءمتها مع بنوك التنمية متعددة الأطراف الأخرى. والهدف من ذلك هو قياس النواتج الرئيسة، واستخدام الشواهد والأدلة في الإدارة، والتعريف بالنتائج.
وسيكون محور بطاقة قياس الأداء الجديدة 22 مؤشرا تم تصميمها لإظهار ما أحرزناه من تقدم في عملنا في مجالات التنمية الأكثر أهمية. ومن شأن تحليل البيانات بمزيد من التفصيل أكثر من ذي قبل أن يعزز قدرتنا على تصنيف النتائج حسب نوع الجنس والشباب والمنطقة ومجموعات البلدان وغيرها من المحددات، ما يحسن قدرتنا على اتخاذ القرارات الصحيحة من أجل التنمية.
على سبيل المثال، قد نزيد من ارتباطاتنا المالية المخصصة للتعليم بشكل مطرد، ولكن هل يكفي ذلك لادعاء النجاح؟ فوفقاًالتقديراتنا، يواجه سبعة من كل عشرة أطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل عدم كفاية التعليم المدرسي. وستخبرنا البيانات المصنفة ما إذا كنا نحقق نتائج في الأماكن التي هي في أمس الحاجة إليها.  
علاوة على ذلك، سيؤدي استحداث بطاقة قياس الأداء الموحدة إلى مواءمة التعريفات واتساق أساليب الحساب حيث لا نعمل كمؤسسات قائمة بذاتها وهي البنك الدولي للإنشاء والتعمير، أو المؤسسة الدولية للتنمية، أو مؤسسة التمويل الدولية، أو الوكالة الدولية لضمان الاستثمار، ولكن كمجموعة بنك دولي واحدة. وهذا هو عين ما تتوقعه البلدان المتعاملة معنا، وهو أيضا ما سنقوم بتوفيره لها.
كثيرا ما تخبرنا البلدان المتعاملة معنا أن ما نقدمه من تمويل يعد مفيدا لها، غير أن ما نتمتع به من معرفة وقدرة على جمع الأطراف وتنظيم الاجتماعات يحدث فرقا حقيقيا. وستسهم القصص الخاصة بالنتائج التي تشكل جزءا من بطاقة قياس الأداء في تعزيز معارفنا وخبراتنا، جنبا إلى جنب مع التمويل اللازم لتشكيل العمل الإنمائي، وهو أمر يتجاوز البيانات الكمية.
 في إطار إعداد بطاقة قياس الأداء الجديدة، نتعاون بشكل وثيق مع البلدان المساهمة والشركاء ومنظمات المجتمع المدني ومجموعة التقييم المستقلة. ونحن الآن نقيس العامل الأهم، وهو التحسن الذي يطرأ على حياة الناس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي