"ريج زون": تقلبات النفط عند ذروة شهرين .. التوترات الجيوسياسية في مواجهة أرقام التضخم الساخنة

"ريج زون": تقلبات النفط عند ذروة شهرين .. التوترات الجيوسياسية في مواجهة أرقام التضخم الساخنة
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط نحو 19 % منذ بداية العام الجاري. المصدر: الفرنسية

توقع تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، استمرار ارتفاع أسعار النفط مع استعداد إسرائيل لهجوم محتمل من إيران، وهو تطور من شأنه أن يهدد باضطرابات كبيرة في المنطقة التي تمثل ثلث إنتاج النفط الخام في العالم.

وأشار إلى ارتفاع التقلبات إلى أعلى مستوى خلال شهرين، خاصة مع تفاقم التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط في مواجهة أرقام التضخم الساخنة وزيادة المخزونات.

وحذر التقرير من اتساع كبير في الصراع الذي بدأ عندما هاجمت حماس إسرائيل في أكتوبر الماضي، إذ ارتفع خام برنت القياسي العالمي بما يصل إلى 2.7 % ليتجاوز 92 دولارا للبرميل، وهو مستوى تم الوصول إليه آخر مرة خلال الأيام الأولى للحرب، قبل تقليص المكاسب ليستقر فوق 90 دولارا للبرميل.

ونقل التقرير عن شركة CIBC Private Wealth أن الانخراط الإيراني المباشر في الصراع يزيد من احتمالات انقطاع الإمدادات المحتملة في المنطقة، ما يتسبب في استمرار عديد من المتداولين في البحث عن النفط الخام وخيارات الشراء الصعودية للأسعار.

ونوه بارتفاع خام غرب تكساس الوسيط نحو 19 % هذا العام، إذ عزز الصراع في الشرق الأوسط سوقا شكلتها قيود العرض وطلب أقوى من المتوقع. التقرير اعتبر التوترات الجيوسياسية المتصاعدة – بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية للطاقة الروسية من قبل أوكرانيا - أدت إلى تحفيز النشاط الصعودي في سوق خيارات النفط.

من جانبه، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أنه تمت إعاقة ارتفاع أسعار النفط الخام بسبب ارتفاع المخزونات والمخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يؤجل تخفيضات أسعار الفائدة، لكن المخاطر الجيوسياسية تثير بالفعل حركة صعودية أخرى.

وأوضح أن تزايد المخزونات في الولايات المتحدة، وأرقام التضخم التي قد تؤجل تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة، كما أن محاولات إيران للتقليل من خطر الهجوم على إسرائيل ساعدت على إبطاء ارتفاع أسعار النفط. وسلط التقرير الضوء على أن أوبك خفضت توقعات الإمدادات لعام 2024، موضحا أنه في تقريرها الشهري الأخير، أبقت أوبك على توقعاتها للطلب لهذا العام عند 2.25 مليون برميل يوميا، لكنها خفضت نمو إنتاج السوائل من خارج أوبك في عام 2024 إلى 990 ألف برميل يوميا، بانخفاض 70 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر السابق.

وأشار إلى حساسية أسواق النفط للاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وهي منطقة ذات أهمية حاسمة لإمدادات النفط العالمية، حيث كان العامل المحفز وراء تصاعد التوترات هو أعقاب الغارة الجوية التي وقعت في الأول من أبريل الجاري والتي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.

من ناحيتها، سلطت وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية، الضوء على تخفيض وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب على النفط لعام 2024 إلى 1.2 مليون برميل يوميا من 1.3 مليون برميل يوميا، مستشهدة بنتائج الربع الأول "الضعيف بشكل استثنائي" في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وانخفاض استهلاك المركبات وتوقعت نموا قدره 1.1 مليون برميل يوميا في عام 2025. وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفع النفط نحو 0.8 % خلال تداولات الجمعة 12 أبريل عند التسوية، لكنه تكبد خسارة أسبوعية، إذ طغت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على توقعات سلبية لنمو الطلب العالمي على النفط من وكالة الطاقة الدولية، وتراجعت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 71 سنتا، أو بنسبة 0.79 % لتبلغ عند التسوية 90.45 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 64 سنتا أو بنسبة 0.75 %، لتبلغ عند التسوية 85.66 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة