«أرامكو» تركز على عمليات تنقيب النفط في الشرقية وتقلصها في الربع الخالي والشمال الغربي
ركزت شركة أرامكو السعودية معظم أعمالها في التنقيب عن النفط الخام في المنطقة الشرقية، بينما قلصت مستويات التنقيب والأشغال في مناطق الربع الخالي، الشمال الغربي، والصمان، بحسب التقرير السنوي للشركة الذي صدر الأربعاء الماضي.
وعزا الدكتور مسفر المري الباحث في شؤون الطاقة تركيز عمليات التنقيب في المنطقة الشرقية لأنها تمثل هدفا استراتيجيا على المديين القريب والمتوسط بالنسبة لشركة أرامكو، مرجعا ذلك إلى توافر البنية التحتية المتكاملة من أنابيب ومصانع فصل ومعالجة وتخزين والاحتياجات الأخرى لهذه الصناعة.
وأضاف المري لـ "الاقتصادية": في المقابل تحتاج المناطق الأخرى كالربع الخالي، الصمان، والشمال الغربي إلى عاملين مهمين وهما الوقت والاستثمارات لتعزيز بنيتها التحتية ورفع جاهزيتها لعمليات الإنتاج والمعالجة والنقل والتخزين، مؤكدا أن تطوير هذه المناطق هو أيضا هدف استراتيجي لأرامكو السعودية، لكنه هدف على المديين المتوسط والبعيد.
في حين أشار محمد الشمري المختص في شؤون الطاقة إلى أن جيولوجية المنطقة الشرقية دائما ما يكون في باطنها أنواع متعددة من النفط، لكن غالبا ما يكون النفط العربي الخفيف أكثر من غيره، وهو النفط المرغوب فيه بالأسواق الدولية، لذلك من المرجح أن تكون أرامكو قد ترتكز في أعمال الاستكشاف التنقيب على المنطقة الشرقية، مشيرا إلى أن المنطقة الشرقية تملك ميزة تنافسية كبيرة، كونها تمتلك بنية تحتية نفطية هائلة، وهو ما يعطيها قيمة إضافية.
وتجري أرامكو السعودية تقييما لعدد من المناطق داخل المملكة، للتأكد من إمكانية وجود الغاز والسوائل المصاحبة له، بهدف المساعدة على تلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة في المستقبل، عبر برنامجها للموارد غير التقليدية.
ويتضمن برنامج الموارد غير التقليدية أنشطة استكشاف ومشاريع تجريبية وتطوير الآبار ومرافق الإنتاج، ويهدف إلى تطوير موارد الغاز غير التقليدية، للإسهام في تلبية الطلب المتزايد على الغاز في المملكة، والاستغناء عن استخدام النفط الخام في توليد الكهرباء.
وأشارت أرامكو عبر التقرير إلى أن أعمالها للتنقيب عن الغاز غير المصاحب حقق عدة اكتشافات كبرى، لا سيما في منطقة الغوار والمكامن العميقة في الخليج العربي، كما حققت معدلات نجاح مرتفعة في تحديد مواقع الاحتياطات الجديدة في الأحواض الهيدروكربونية المعروفة المجاورة لحقوقها ومرافق إنتاجها الحالية، ما ساعدها على تلبية الطلب المحلي المتزايد بتكلفة منخفضة. وذلك علاوة على مواصلة أعمال التنقيب في الأحواض الجديدة التي تتزايد احتمالات اكتشاف موارد الغاز الطبيعي فيها عبر سلسلة من الاكتشافات الحقلية الجديدة، وإضافة مكامن جديدة في الحقول الحالية وتحديد المكامن والحقول الحالية وإعادة تقييمها.
وانخفضت احتياطات أرامكو بنهاية العام الماضي إلى 251.2 مليار برميل نفطي بعدما كانت 258.8 مليار برميل عام 2022، وتشمل احتياطات العام الماضي 191.3 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات و26 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي و207.5 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي.
وأكد ناصر بن خالد النعيمي الرئيس التنفيذي للتنقيب والإنتاج في أرامكو، أن قطاع التنقيب والإنتاج نجح في بدء أعمال التشغيل التجريبي لعدة مشاريع طويلة الأجل، والمضي قدما في تنفيذ عدد من مشاريع النمو، ومنها مشروع تطوير الغاز الصخري الذي يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، والتوصل إلى اكتشافات جديدة وتدشين أول مشروع استثماري دولي للشركة في مجال الغاز الطبيعي المسال، دون المساس بسلامة وموثوقية الأعمال.
وقالت أرامكو، إنها تولي اهتماما كبيرا بتحسين الأداء التشغيلي لأعمال الحفر من خلال تطبيق تقنيات حفر مبتكرة وقياس أدائها مقابل المعايير القياسية، من أجل تحديد الاتجاهات والتعرف على مواطن التحسين المحتملة، وترى أن أسلوب عملها في الحفر والتطوير ساعدها على تحقيق مستويات عالية من سلامة الآبار.