البنية الجاهزة تقلل إنفاق السعودية على تنظيم كأس العالم إلى 4 مليارات دولار

البنية الجاهزة تقلل إنفاق السعودية على تنظيم كأس العالم إلى 4 مليارات دولار

من المتوقع أن تجذب استضافة السعودية لمونديال 2034 نحو 5 ملايين مشاهد وسائح بإجمالي إنفاق استهلاكي يصل إلى 10 مليارات دولار، بينما سيبلغ إنفاق السعودية على تنظيم المونديال نحو 4 مليارات دولار بسبب الجاهزية المسبقة لمعظم البنية التحتية.

وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور عزت قناوي المختص بالاقتصاد والمالية العامة، إن استضافة بطولة عالمية مثل كأس العالم تعد ذات تكلفة عالية على الدول المستضيفة، حيث إن تكلفة كأس العالم 2022 في قطر كانت الأعلى في تاريخ المونديالات، التي قدرت بنحو 220 مليار دولار، وهى حالة استثنائية نظرا لتخصيص معظم هذه التكلفة على بناء وتجهيز بنية تحتية كاملة من ملاعب وطرق ومواصلات وفنادق ومخيمات إيواء متنقلة، على عكس الدول الأخرى المستضيفة لبطولات كبرى التي تمتلك ببنية تحتية رياضية قوية وجاهزة لاستضافة هذا الحدث العالمي.

وفي دراسة أكاديمية عن "أثر استضافة كأس العالم 2034 على السعودية" قدمها قناوي قال "بمقارنة تكاليف استضافة المونديال في دول أخرى مثل: أمريكا وفرنسا وألمانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا منذ تسعينيات القرن الماضي، فلم تتجاوز التكلفة 5 مليارات دولار وربما أقل من ذلك، باستثناء روسيا التي أنفقت نحو 17 مليار دولار والبرازيل بـ12 مليار دولار".

الناتج المحلي الإجمالي

وعن مساهمة استضافة السعودية لكأس العالم 2034 في الناتج المحلى الإجمالي، قال "خلال الفترة ما بين عامي 2018 - 2023 بلغ معدل نمو قطاع الرياضة والترفيه في السعودية نحو 12% سنوياً، ما يدل على تزايد الطلب على الأنشطة الترفيهية والرياضية، حيث تزايدت مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي السعودي من نحو 2.4 مليار ريال 2016 إلى 6.5 مليار ريال 2019، ثم بلغت 2023 نحو 21.6 مليار ريال، في حين أن المستهدف بحلول 2030 هو 82.5 مليار ريال، وفقا لخطة وزارة الرياضة، وهو ما يعنى أن قطاع الرياضة بحاجة إلى نمو سنوي تراكمي نسبته 21% لتحقيق المستهدف، ومن المتوقع أيضاً أن يبلغ حجم القطاع الرياضي بنهاية 2024 نحو 26.1 مليار ريال، لذلك ستؤدي استضافة المونديال إلى المساهمة في الناتج المحلى السعودي بمعدل نحو 3.2% وربما أكثر بناء على الإمكانيات والمزايا النسبية المتوفرة والمتاحة في السعودية مقارنة بدول أخرى استضافة كأس العالم سابقا.

الاستثمار الأجنبي

وحول أثر استضافة السعودية لكاس العالم في جذب الاستثمار الأجنبي قال: "بلغ حجم الاستثمارات في قطاع الرياضة السعودي 2023 نحو 300 مليون دولار، وتمثل قيمة الاستثمارات السنوية المخصصة لتطوير الأندية الكروية، ومن المتوقع أن يزداد حجم الاستثمارات في هذا القطاع ليصل إلى نحو 67.7 مليار ريال 2029، وهذا يعنى تزايد الجهود المبذولة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية وتقديم الدعم الحكومي لها.

وأبرمت السعودية شراكات رياضية مع أكثر من 100 دولة في مختلف أنحاء العالم ، وهو ما يفسر تزايد الشراكات الدولية في مجال الرياضة، خاصة مع تزايد تنظيم البطولات والفعاليات الدولية الكبرى، ويعمل صندوق الاستثمارات العامة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية، التي تمثل إضافة مهمة للسوق المحلي".

8 % زيادة سنوية في عائدات الرياضة السعودية

وحول متوسط الإنفاق المتوقع للسعودية ومتوسط العائد من الاستضافة قال: "بلغت إيرادات صناعة الرياضة عالمياً 2023 نحو 800 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع زيادتها الى نحو 1.6 تريليون دولار 2030، وفي السعودية بلغت عائدات قطاع الرياضة نحو 2.8 مليار ريال، ومن المتوقع زيادتها بنحو 8% سنويا.

165 ألف وظيفة بحلول 2030

وعن الآثار والفوائد الاقتصادية المحتملة لاستضافة السعودية لكأس العالم 2034، قال "يوفر قطاع الرياضة في السعودية في الوقت الحالي نحو 22 ألف فرصة عمل مباشرة، ومن المتوقع أن تزداد فرص العمل لتصل إلى نحو 165 ألف فرصة عمل 2030، لذلك أن استضافة السعودية لكأس العالم 2034 سيعمل على تعزيز وتحفيز الاقتصاد السعودي بشكل كبير في مجالات مختلفة، وخاصة قطاع السياحة والطيران والاتصالات والعقارات وسوق العمل خلال الـ10 سنوات القادمة، والمتمثلة في توفير مزيد من فرص العمل في مجالات عنقودية متشابكة غير مباشرة مرتبطة بقطاع الرياضة مثل: البناء، الفنادق، والمطاعم، والنقل، والترفيه، والمتاجر المحلية، بخلاف الوظائف المباشرة في القطاع الرياضي ذاته.

الأكثر قراءة