فحيح العلاقات

يقال إن أجمل شيء قد يحدث لك في الحياة أن تجد صديقا حقيقيا كأنما هو اقتص جزءا من روحك فلا تكتمل أنفاسك إلا معه، تبوح له بمكنونات نفسك وتمضي غير منشغل البال بخديعة أو غدر قد يحيكهما لك. تشعر بقربه منك وإن باعدت بينكما المسافات، هو كما يقولون ذلك الإنسان الذي تتشاجر معه ثم تصاب أنت وإياه بفقدان الذاكرة في اليوم التالي، حين تفقدك الأحداث والظروف توازنك يكون عكازك الذي يحميك من التعثر، يقرأ مشاعرك قبل أن تتحدث ويفهمك قبل أن تنطق ويشعر بحزنك وإن لم تتكلم.
على العكس من ذلك هناك علاقات مسمومة ستصنف نفسها رغما عنك ضمن قائمة أصدقائك، ستشعر بها تخنقك وتسحق روحك وتتغذى على طاقتك، فترهقك عقليا ونفسيا وصحيا، يمنعك الخجل والخوف من إقصائها إما لأنها ضمن نطاق العائلة، وإما بسبب كونها من المعارف أو لأي اعتبارات أخرى. هذا الخجل والخوف سيجعلك تدفع الثمن فادحا على المدى البعيد، وسيؤثر سلبيا في علاقاتك الأسرية والاجتماعية، ما يصنع منك شخصا عنيفا سريع الغضب فاقدا للشغف والإحساس بالمتعة، لأن شيئا من روحهم الكئيبة والسوداوية صبغت خلاياك وتمددت في روحك، فأصبحت تنظر للعالم من حولك بمنظارهم القاتم، حتى تتجنب هذه العلاقات المسمومة التي يرتفع فحيحها كل مرة يجب عليك أن تتعرف على صفاتهم جيدا.
- العلاقة السامة هي التي تشعرك بالإرهاق النفسي بعد التواصل معها والاستماع لحديثها السلبي الناقم على كل شيء وأي شيء إلى تلك الدرجة التي تشعر بعد انتهاء حديثها أنك لا تتنفس جيدا وتحتاج أكبر تدفق من الهواء لصدرك.
- العلاقة السامة هي التي بمجرد أن ترى رقمها على شاشة جوالك يصيبك الضيق والاكتئاب وتتردد ألف مرة قبل أن تجيب عليها، ولن تكف عن الاتصال مرة تلو الأخرى حتى ترد مع علمك المسبق أن كل أحاديثها ستدور في فلك القصص الدرامية المكررة كل مرة التي تجعل منها ضحية ومظلومة وتعاني الغدر والخذلان... إلخ!
- العلاقة السامة هي التي تنجح في السيطرة عليك وإشعال فتيل الحقد في أعماقك على الناس والمجتمع، وتجعلك دوما متوجسا وسيئ الظن بالآخرين، كارها كل شيء جميل، ومدمرا كل علاقاتك.
في النهاية أنت لست مجبرا على البقاء في علاقة مسمومة أيا كان صاحبها قريبا أو زميلا أو صديقا، حياتك أقصر من أن تكون مكبا لفحيح تلك العلاقات المسمومة.
وخزة
أفضل طريقة للتخلص من هذه العلاقات المسمومة هي أن تكون شجاعا بما يكفي لتتخذ قرار الخلاص!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي