عام الإبل .. كيف نعزز القيمة الاقتصادية؟

أعلنت وزارة الثقافة عام 2024، عاما للاحتفاء بالقيمة الثقافية التي تمثلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية، وبوصفها عنصرا ثقافيا أساسيا من عناصر الهوية السعودية. جاء الإعلان مواكبا للنشاط الكبير الذي يقوم به نادي الإبل من مسابقات وفعاليات متنوعة يهتم بها ويحضرها كثير من المربين والمحبين للإبل في المملكة وخارجها.
أعتقد أنها فرصة سانحة ـ أي هذا العام الذي خصص للإبل ـ لتركز الجهود بدائرة أوسع تعمق الثقافي وتضيف له اقتصاديا وذلك عن طريق مشاركة أكثر من جهة رسمية مقترحة بهدف تعزيز القيمة الاقتصادية للإبل، جهات مثل وزارة الاستثمار ووزارة الزراعة وصندوق الاستثمارات العامة.
ومع برنامج لتسجيل الإبل من خلال زراعة شرائح إلكترونية قامت بها وزارة الزراعة منذ أعوام بمسمى "ترقيم الإبل" الذي بدأ اختياريا ثم أصبح إلزاميا، أصبحت هذه الثروة معروفة ومحصورة العدد والأنواع والمواقع الجغرافية، وما توفره هذه الحصيلة من المعلومات الثرية كفيل بتطوير سلس للخدمات من رعاية وتحسين نسل وتحصين من الأمراض، إضافة إلى سهولة التوعية والتواصل مع المربين والملاك.
هناك دور مأمول ومنتظر من الجامعات خاصة كليات الزراعة ومراكز البحوث الحيوانية للاستفادة من هذه المعلومات، بما يعزز القيمة الاقتصادية للإبل بمنتجاتها المختلفة من حليب ولحوم وجلود وربما ما يزيد على ذلك بالدراسات والبحوث وحتى تعود بفائدة أكبر للمربين وللاقتصاد المحلي، خاصة أن بعض المربين يعانون في أوقات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف ثقل تكلفة تربية الإبل.
صندوق الاستثمارات العامة وعن طريق إحدى شركاته "سواني" التي بدأت قبل فترة بإنتاج حليب النوق تحت العلامة التجارية "نوق" وحسب موقع الشركة، هناك منتجات مختلفة كلها تتركز على الحليب بنكهات مختلفة أو مشتقات الحليب مثل الجبن واللبنة وغيرها، وهذه بداية جيدة لكن الطموح في أن تتمكن "سواني" من العمل على جمع الحليب الخام من المربين بعد وضع مواصفات وتشجيع لهم، وسيؤدي هذا إلى تطويرهم ويعزز المردود الاقتصادي لهم ويكون محفزا للاستقرار في هذا النشاط، وهو أيضا سيسهم مستقبلا في تشجيع توطين الإبل للتغلب على مشكلاتها في التنقل وخطورتها على سالكي الطرق.
أخيرا ملاحظة على "نوق"، شاهدنا في بداية الإعلان عن الإنتاج فورة إعلامية وإعلانية لكن بزيارة حسابهم على منصة إكس يمكن ملاحظة ضعف واضح في التواصل مع المستهلكين والمهتمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي