الاتصالات والتقنية .. أسرع وسيلة للتقدم
أعلن الاتحاد الدولي للاتصالات تحقيق السعودية المركز الثاني على دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية، مسجلا بذلك تقدمه عشرة مراكز على دول المجموعة في المؤشر. الملاحظة المهمة حول هذا الخبر، أن الدولة التي حققت المركز الثاني ليست إلى وقت قريب من الدول التي كانت تعرف بدول العالم الأول، وأن من تقدمت عليهم تلك الدولة هم خلاصة دول العالم المتقدمة خلال عقود من الزمن. ولو نظرنا إلى وضع التقنية في بلادنا لوجدنا أنها الآن في أفضل حالاتها بشهادة منظمات دولية مختصة تؤكد أن البنية التحتية في الاتصالات والتقنية قوية جدا، حيث تؤثر خدماتها مباشرة في نمو الاقتصاد الرقمي الوطني وتطوره، ما ينعكس على زيادة جاذبية الاستثمار ودعم نمو سوق الاتصالات والتقنية. الذي يعد الأكبر والأسرع نموا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا في الوقت الحالي.
وإذا نظرنا إلى الماضي نجد أننا شهدنا نموا سريعا خلال أعوام لا تحسب في عمر الدول والشعوب، ففي 1996 دخل الجوال كأول أداة حديثة للاتصال، وكان السعر آنذاك عشرة آلاف ريال. ومع ذلك وجد من يطلبه ويستعين بمن يعجل حصوله عليه وفي ذلك دلالة مبكرة على أن الشعب السعودي من أسرع شعوب العالم قبولا للعلوم والمخترعات الحديثة، حتى إن فلاحا في وقت دخول الجوال للخدمة قال وهو يسمع من يقول إنه غالي الثمن. أعطوني عشرة أجهزة ما دمت سأتجول بين النخيل في وسط مزرعتي واتصل بأبنائي وأصدقائي. في 1997 دخل الإنترنت. ثم بدأت خدمة الاتصالات السريعة DSL في 2001، وظهرت أنظمة إلكترونية عملت على إطلاقها وزارة الداخلية لخدمة المواطنين والمقيمين لإنجاز المعاملات الخاصة بهم، دون الحاجة إلى مراجعة الإدارات الحكومية، ومن أهمها خدمة "أبشر" التي هو اسم على مسمى، فلقد وفرت بسرعة جميع الخدمات التي كانت تشاهد لها طوابير للحصول عليها من بعد صلاة الفجر أمام الجهات الحكومية، ومنها الجوازات والأحوال المدنية وغيرها، وأصبحت تخدم أكثر من 21 مليون مشترك وتقدم أكثر من 200 خدمة إلكترونية مجانا على مدار 24 ساعة. وأسهمت منصة أبشر في رفع جودة الحياة للمواطنين والمقيمين والزوار وسهلت الوصول إلى الخدمات المقدمة من خلال 80 جهة حكومية خاصة. ثم جاءت أزمة كورونا فظهر تطبيق "توكلنا" الذي شهد العالم بكفاءة تقديمه الخدمات أثناء الأزمة الذي يعد فريدا من نوعه في دول العالم. وقد حصل هذا التطبيق على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة لعام 2022 عن المرونة المؤسسية والاستجابات المبتكرة لحاجة كورونا.
أخيرا، أكثر ما نفخر به في مجال التقنية والاتصالات أن من يتولى إدارتها وتطبيقها شباب سعوديون شغوفون بالتقنية والعلوم الحديثة منذ تأسيس مركز المعلومات الوطني إلى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، وقدوتهم الأولى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الذي يقود التقدم السريع وفق رؤية محددة الأهداف. ويتم رصد ميزانيات سخية لهذه القطاعات المهمة حيث من المتوقع الإنفاق على تقنية المعلومات حتى 2025 أكثر من 43 مليار دولار. ما يبشر بمستقبل باهر تسخر فيه التقنية لتحقيق تقدم يجعل هذه البلاد تحتل أعلى المراتب في جميع المجالات ويسعد المواطن فيها بالأمن والاستقرار والرخاء.