قفزت نسبة انتشار الإنترنت في المملكة إلى 99 في المائة. وفي مواكبة ذلك تتواصل مسيرة التحول الرقمي في بلادنا، وهو قرار يحظى بأولوية عالية. وتتماهى مع ذلك جهود جادة لتعزيز الأمن السيبراني.

وهذا لا يقتصر على القطاعات الحكومية وشبه الحكومية، لكنه يشمل القطاع الخاص أيضا. ومن هنا تأتي أهمية نتائج قياس التحول الرقمي 2023، التي تم الإفصاح عنها في ملتقى الحكومة الرقمية.

لقد أدركنا كيف يسهم التحول الرقمي في إسعاد المواطن والمقيم والزائر من خلال رحلة تتسم باليسر والسهولة وتنفيذ الأعمال من أي مكان. يصدق ذلك على منتجات وزارات عدة مثل الداخلية والخارجية، والحج والعمرة، والعدل.

ومن الأمور اللافتة التي شهدناها الأسبوع الماضي ضمن ملتقى الحكومة الرقمية إطلاق ست منصات رقمية جديدة، إحداها المنصة الوطنية الموحدة للتأشيرات "تأشيرة السعودية"، التي تربط نحو 30 جهة حكومية وخاصة، لتيسير الحصول على التأشيرة من أي نوع، سواء كانت لغرض الحج أو العمرة أو السياحة... إلخ.

واستفادت هذه المنصة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة للتحقق من صحة البيانات، ورفع كفاءة المنصة. وهي تأتي ضمن الحلول المبتكرة التي تثري تجربة الزائر للمملكة، والسياح الذين تم رفع مستهدفاتهم إلى نحو 150 مليون سائح في 2030. وهذه المنصة ترتبط مع منصات أخرى مثل "روح السعودية" و"نسك" وسواها.

هذا المشهد الرقمي المحلي الحافل بالمنجزات جعل المملكة تقفز عشرة مراكز لتحتل المركز الثاني على مستوى دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2023. وقد تحقق ذلك من خلال العمل الدؤوب والتحفيز والدعم من القيادة الرشيدة، حيث تجاوز إجمالي الاستثمارات الرأسمالية في البنية الرقمية التحتية أكثر من 93 مليار ريال خلال ستة أعوام.

إن أحد أبرز الأمور المهمة لمواكبة هذه التحولات، أن يسود الوعي لدى مختلف أطياف المجتمع بأهمية الأمن السيبراني. وكم كان جميلا أن نرى جميع المنشآت الحكومية تنخرط في تقديم دورات بشكل مستمر، لتعزيز مفهوم الأمن السيبراني لدى الأفراد.