حلول إبداعية .. لقضايا سوق العمل

سوق العمل في أي دولة، لها علاقة مباشرة بجودة الحياة للمواطنين، الذين يسهرون على تعليم أبنائهم وبناتهم ويتوقعون حصولهم على وظائف توفر لهم حياة كريمة، وبالتالي بناء أسرة سعيدة للأجيال المتلاحقة. وحرص قيادتنا على تحقيق هذا الهدف واضح، حيث يأتي في مقدمة الأهداف الاستراتيجية في جميع الخطط، ورؤية 2030 خير مثال على ذلك.
من هذا المنطلق عقدت خلال يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لسوق العمل في مدينة الرياض، وأكد أحمد الراجحي وزير الموارد البشرية أهمية تضافر الجهود الدولية للتعامل مع تطورات سوق العمل بالشكل الأمثل، مضيفا أن "هذا المؤتمر بداية لبحث أوضاع سوق العمل واستشراف مستقبلها، لوضع تصور كامل قابل للتنفيذ على أرض الواقع. وإيجاد حلول إبداعية لمعالجة قضايا هذه السوق". هذا الكلام الإيجابي والواعد من وزير، تابع هذا الملف المهم خلال الأعوام الماضية، يعطي جرعة من الأمل بأن يتوافر مزيد من فرص التوظيف للشباب والشابات، وتدريب من يحتاج إلى التدريب منهم لتحقيق هذا الهدف. وأوضح الدكتور عبدالله أبوثنين نائب وزير الموارد البشرية لشؤون العمل، أن هناك من المبادرات التي تعمل الوزارة على تنفيذها، ومنها برنامج الحملة الوطنية للتدريب "وعد" الذي أطلق بهدف تحفيز القطاع الخاص على التدريب، حيث وصلت وعود الالتزام بالتدريب إلى أكثر من مليون فرصة تدريبية حتى نهاية 2025، معلنا أنه خلال العام الأول من إطلاق الحملة تحقق 50 في المائة من المستهدف حتى الآن، وتغطي الحملة الموظفين الحاليين والطلاب والباحثين عن عمل على حد سواء، ولكي تكتمل الصورة الجميلة التي نستعرضها اليوم نشير إلى أن حجم القوى العاملة السعودية قد زاد بنسبة 18 في المائة خلال الفترة من 2011 إلى 2022، وتضاعف حجم مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل من 17 إلى 36 في المائة، وهذه الأرقام نأمل أن تزداد خلال ما تبقى من أعوام رؤية 2030، التي تولي اهتماما كبيرا بإيجاد فرص العمل للسعوديين رجالا ونساء.
وعودة إلى المؤتمر الدولي لسوق العمل، نذكر أن من أهم أهدافه توفير منصة لتبادل المعرفة وعرض الخبرات والممارسات المبتكرة عبر جلسات ومتحدثين، وحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين ومجموعة من قادة المنظمات الدولية والمهنية في أكثر من 40 دولة، وخلال المؤتمر وقعت 25 اتفاقية وشراكة تدريبية داعمة لبرنامج توطين وبرنامج التدريب الموازي.
أخيرا، التجربة السعودية في استحداث الوظائف قفزت بعدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى مليونين وثلاثمائة ألف موظف، وهو رقم يتم تحقيقه أول مرة. وزاد عدد السعوديين في المهن المهمة، منها الهندسة والمهن المحاسبية. ما يلفت النظر إلى اهتمام السعودية بالذكاء الاصطناعي وتأثيره في سوق العمل ووظائف المستقبل، ومعالجة ذلك من خلال عدة مبادرات للتدريب وتعزيز المهارات والمعايير المهنية في مختلف القطاعات.
الخلاصة، من خلال التواصل الدائم بين كتاب الرأي والمسؤولين في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وعلى رأسهم الوزير أحمد الراجحي، أقول إن المقبل أفضل بإذن الله، فهناك جهود تبذل بإخلاص، والأهم من ذلك التفاعل الدائم مع ما يطرح من آراء ومقترحات عبر مختلف وسائل الإعلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي