حاضر السياحة ومستقبلها

خلال ملتقى الميزانية، تكرر الحديث المبشر عن المردود الاقتصادي والاجتماعي الذي بدأ يتحقق من قطاع السياحة، إذ أسهمت السياحة في تحقيق أثر ملحوظ في العوائد غير النفطية كما كان لها أثر لافت في فرص العمل أيضا.
وقد جاءت تقارير منظمة السياحة العالمية لتؤكد ذلك، فالمملكة تصدرت أعلى الوجهات السياحية ضمن مجموعة العشرين في نسبة نمو عدد السياح خلال الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام. وأيضا حازت المركز الثاني ضمن أسرع الوجهات السياحية نموا في العالم. ومقارنة بـمستويات ما قبل جائحة كورونا قفزت نسبة تعافي القطاع السياحي في المملكة إلى 150 في المائة.
الواقع أن المملكة عندما أطلقت في 2019 استراتيجية تنمية السياحة الوطنية كانت تستحضر التطلعات التي عبر عنها ولي العهد في أكثر من مناسبة بشأن أهمية إنشاء صناعة تبدأ من حيث انتهى الآخرون. لذلك انطلقت المشاريع الضخمة، مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم والقدية وسواها من مشاريع كان آخرها تأسيس شركة دان المتخصصة في تطوير مشاريع سياحية متميزة في عدة مدن تتمتع بمقومات طبيعية وزراعية فريدة.
لدى الدكتور فهد تونسي أمين عام مجلس إدارة شركة البحر الأحمر الدولية مقاربة مهمة لمعادلة النجاح التي تواصل المملكة تحقيقها. يقول التونسي في ثنايا حديثه لعمر الجريسي في الحلقة ما بعد الـ100 من "سقراط" حول مشروع البحر الأحمر: السائح السعودي نشأ وهو يتمتع بالإمكانات لمشاهدة أفضل المواقع السياحية على مستوى العالم. وكان التحدي الحقيقي أن نوفر خيارات تماثل أفضل ما هو موجود على مستوى العالم. ويضيف التونسي: "أعتقد أن مشروع البحر الأحمر ضمن هذه الفئة من المشاريع".
وضوح المستهدفات بأن تصبح المملكة منافسا للدول التي لها قصب السبق في صناعة السياحة، رافقه انفتاح على كل التجارب وعمل دؤوب يغطي تفاصيل منها التوسع في جذب الاستثمارات وتنويع الخيارات الفندقية والأنماط والتجارب السياحية والثقافية في مختلف الوجهات، وتأهيل السعوديين والسعوديات للانخراط في صناعة السياحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي