شاركت المملكة ممثلة بوزارة الثقافة في معرض "ارتيجانو إن فييرا" الذي أُقيم خلال الفترة من 2 إلى 10 ديسمبر الجاري، في مدينة ميلان الإيطالية، وذلك من خلال جناح وطني سعودي يعرف المجتمع الدولي بالثقافة والفنون السعودية، وما تختزله من جماليات، وإبداع متوارث على مدى أعوام طويلة.

وقدمت مجموعة من الهيئات والكيانات الثقافية المشاركة في الجناح السعودي بالمعرض أنشطة وفعاليات متنوعة تسلط الضوء على التراث الوطني الغني بكنوزه وفنونه المتنوعة بمختلف مناطق المملكة، لتتيح لزوار المعرض فرصة ثمينة في استكشاف الثقافة السعودية بكافة مكوناتها، وضمت هذه الهيئات والكيانات الثقافية كلا من: هيئة التراث، وهيئة فنون الطهي، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، والمعهد الملكي للفنون التقليدية، والشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية.

وعكس الجناح الوطني السعودي في تجربة مميزة ومبتكرة اهتمام المملكة بعناصر التراث الثقافي غير المادي، ومن بينها اهتمامها بالشعر العربي بوصفه عنصرا ثقافيا يحظى بمكانة كبيرة لدى المجتمع منذ عصور ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي وما تلاه، وحتى العصر الحاضر، لكونه ناقلا للثقافة، وموثقا للتاريخ، وذلك من خلال تزيين مدخل الجناح بجداريات معكوسا عليها أبياتا شعرية مترجمة إلى اللغة الإيطالية، قبل أن يخوض الزائر غمار رحلته الثقافية في الجناح الوطني السعودي، متعرفا على ثقافة المملكة وتراثها الغني، ومطلعا على إبداعات المواهب السعودية بمختلف المجالات الثقافية.

وتمثلت مشاركة هيئة التراث في استقطاب 25 حرفيا، ورائد أعمال، والبيوت الحرفية للمشاركة داخل الجناح، لتعكس دورها البارز في دعم التراث الثقافي وترسيخه ممثلاً في الصناعات الحرفية واليدوية التي تميزت بها المملكة على مدى أعوام طويلة، فيما شارك المعهد الملكي للفنون التقليدية عبر 12 طالبا وطالبة استعرضوا أعمالهم ومنتجاتهم الحرفية أمام الزوار داخل الجناح، في حين قدمت الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية أبرز منتجاتها الحرفية في ركن لها بالجناح الوطني السعودي.

وأما هيئة فنون الطهي فقد قدمت تجربة الطهي الحي أمام الزوار عن طريق 12 طاهيا من المملكة، قدموا مجموعة من الأطباق التقليدية التي تشتهر بها مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى تجهيز مطعم تقليدي في الجناح، وتقديم القهوة السعودية، فضلا عن بيع المنتجات التقليدية.

وفي الوقت ذاته، قدمت هيئة المسرح والفنون الأدائية 13 عرضا فنيا من الفنون الأدائية التقليدية المختلفة التي تتميز بها المملكة، وسط مشاركة ثلاث فرق أدائية إحداها فرقة نسائية، عكست جماليات الفنون الأدائية السعودية، ورسمت صورة نابضة بالحياة للموروث المحلي.

وتأتي مشاركة وزارة الثقافة في هذا الحدث الدولي في إطار تمثيلها الدائم للمملكة بالمحافل الدولية، لإبراز تاريخها وثقافتها وتراثها الغني بكنوزه ومهاراته المتنوعة، وتمكين المواهب المحلية من الاحتكاك بالمجتمع الدولي، وإبراز مهاراتهم الإبداعية في صناعة الحرف اليدوية، والطهي، والفنون الأدائية، كما تعكس المشاركة حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.