"إبيك جيمز" تفوز قضائيا على "جوجل" المتهمة باحتكار غير قانوني
فازت شركة "إبيك جيمز"، مبتكرة لعبة الفيديو الشهيرة "فورتنايت"، بمعركة قضائية كبيرة في الولايات المتحدة ضد "جوجل"، بعدما قررت هيئة محلفين أن شركة التكنولوجيا العملاقة تمارس احتكارا غير قانوني من خلال متجر تطبيقات "أندرويد" الخاص بها.
وبحسب "الفرنسية" قال رئيس "إبيك جيمز" تيم سويني في منشور عبر منصة "إكس"، "انتصرنا على جوجل!". وكان سويني أطلق في صيف 2020، معركة قضائية ضد "جوجل" و"أبل" المسيطرتين على اقتصاد الهواتف المحمولة في العالم.
وأضاف سويني "سيبدأ عمل المحكمة في ما يخص الإجراءات العقابية خلال يناير. شكرا لكم جميعا على دعمكم! حرروا فورتنايت!".
وبعد أربعة أسابيع استمعت خلالها هيئة المحلفين إلى إفادات الطرفين، وجدت أن "إبيك جيمز" محقة في مختلف النواحي، ورأت أن "جوجل" تحتكر سوق توزيع التطبيقات على "أندرويد" وسوق خدمات الدفع في التطبيقات.
ورأت هيئة المحلفين أن "جوجل" تصرفت بطريقة غير تنافسية في هاتين السوقين، وأن "إبيك جيمز" تضررت نتيجة هذا السلوك وأن الرابط بين متجر تطبيقات "جوجل بلاي ستور" وخدمة الدفع الخاصة به "جوجل بلاي بيلينغ" غير قانوني.
وعدت "إبيك جيمز"، في بيان، أن "الحكم الصادر يمثل انتصارا لمختلف مطوري التطبيقات والمستهلكين في العالم".
وأكدت الشركة أن جوجل "تسيء استخدام احتكارها لانتزاع رسوم باهظة وإعاقة المنافسة والحد من الابتكار".
هزيمة جوجل
علق نائب رئيس "جوجل" ويلسون وايت، في بيان تلقته وسائل الإعلام، بالقول "نعتزم الطعن بالحكم".
وتابع "إن جوجل بلاي وأندرويد يوفران خيارات أكثر من أي منصة رئيسة أخرى خاصة بالهواتف المحمولة. وتبين من خلال القضية أننا في منافسة شرسة مع أبل ومتجر التطبيقات التابع لها، ومع متاجر التطبيقات على أجهزة أندرويد ووحدات تحكم الألعاب".
وتأتي هزيمة جوجل في سياق قضائي صعب جدا للمجموعة الأمريكية، إذ تتهمها الولايات المتحدة بمواصلة احتكار سوق محركات البحث. وكانت محاكمة تاريخية أطلقت هذا الخريف من دون صدور أي قرار بعد.
من جانبها، تستمتع "إبيك جيمز" بفوزها على "جوجل"، بعد خسارة جولة مهمة في العام 2021 خلال محاكمتها ضد "أبل" للأسباب نفسها.
وكانت قاضية فيدرالية أمريكية أمرت الشركة المصنعة لهواتف "آيفون" بإتاحة نظام دفع بديل داخل متجر التطبيقات، لكنها أكدت من جانب آخر أن "إبيك جيمز" فشلت في إثبات انتهاك "آبل" لقانون المنافسة.
وتتهم "إبيك جيمز" شركتي "أبل و"جوجل" بأنهما تفرضان، عبر نظامي التشغيل "أندرويد" و"آي أو إس"، على مطوري التطبيقات استخدام منصات التنزيل الخاصة بهما "آب ستور وبلاي ستور" وأنظمة الدفع الخاصة بهما، مع استيفاء عمولات مرتفعة جدا "30 في المائة".
فوز للجميع
على عكس "أبل"، تتيح "جوجل" متاجر بديلة، لكن "إبيك جيمز" تجد أن هذا الأمر مجرد وهم وأن "أندرويد" ليس شاملا أكثر من "آي أو إس".
وأشار غاري بورنشتاين، وكيل الدفاع عن "إبيك جيمز"، خلال مرافعته الأخيرة الاثنين، إلى أن "3 في المائة فقط من هواتف أندرويد في الولايات المتحدة نجحت في تنزيل متجر تطبيقات آخر من الويب".
واتهم "جوجل" باستغلال هيمنتها لإبرام عقود مع شركات مختلفة، من أجل إحكام قبضتها على سوق توزيع التطبيقات.
وهذا الادعاء مشابه لما يقوله المدعون العامون في وزارة العدل، إذ يتهمون المجموعة التي تتخذ كاليفورنيا مقرا لها ببناء إمبراطوريتها ليس بفضل شعبيتها ولكن عبر عقود حصرية غير قانونية، حتى يصبح محرك البحث الخاص بها موجودا تلقائيا على الأجهزة والخدمات الخاصة بـ"أبل" و"سامسونج" تحديدا.
وأكد بورنشتاين أن "إبيك جيمز تحارب الاحتكار"، مضيفا أن "فوزها انتصار للجميع".
وعلق وكيل الدفاع عن "جوجل" جوناثان كرافيس بالقول "هذا الأمر غير صحيح".
وأشار إلى أن "إبيك جيمز" لم تفرض رسوما أقل على من يستخدمون متجرها الخاص ليس متجر أندرويد أو أي وحدة تحكم ألعاب، رغم عدم وجود عمولة، مضيفا أن "أفعال إبيك جيمز أبلغ من تصاريحها".
وأكد أن "إبيك جيمز ترغب في أن تصبح قادرة على استخدام بلاي ستور "مجانا". وقال "أعزائي أعضاء هيئة المحلفين، نود جميعا الحصول على أشياء مذهلة بصورة مجانية، لكن قانون المنافسة لا يلزم جوجل توفير خدماتها مجانا".