إكسبو 2030 والفرص المنبثقة

بداية أود أن أرفع أسمى آيات التبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان عراب رؤيتنا المباركة رؤية السعودية 2030.
يحق لي أن أفخر بوطني أيما فخر، وأنا أرى وطني يسابق الزمن نحو تطور استثنائي بحراك غير مسبوق، وكأن وطني -بعد توفيق الله- بقيادة رشيدة حكيمة تحول هذا الوطن إلى ورشة عمل ضخمة، من ساحله الشرقي إلى ساحله الغربي، ومن حدوده الشمالية حتى أقصى جنوبه. ما ذكرت ليس كلاما مرسلا، فالأرقام تتحدث على أرض الواقع، والشواهد لا يمكن حجبها بغربال، التي تؤكد أن قطار السعودية انطلق منذ إطلاق رؤيتنا التي باركها الملك سلمان، وحمل رايتها ولي عهده، انطلق هذا القطار ولن يقف -بإذن الله-، ولن يكون تحقيق جميع أهداف الرؤية محطته الأخيرة، ولن تكون استضافة السعودية أهم الأحداث والمؤتمرات والمناسبات العالمية، مثل استضافة السعودية كأس العالم في عام 2034، أو إكسبو 2030، لن تكون هذه الأحداث إلا محطات لهذا القطار، الذي وقوده رؤية قيادة حكيمة، وعقول وسواعد شعب طموح لا يرضى إلا بالعلياء.
وقع الاختيار -بفضل الله- على الرياض لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030 بعد أن قدمت عرضا مميزا، سلط الضوء فيه على المستقبل المزدهر، إضافة إلى الاستدامة التي كانت الورقة الرابحة في اعتقادي، وتفوقت في عرضها على كل من كوريا الجنوبية وإيطاليا.
الجدير بالذكر أن معرض إكسبو العالمي يعود تاريخه إلى عام 1851 في لندن، ويعد هذا المعرض الذي يحدث كل خمسة أعوام ويستمر لأشهر كثيرة، يعد هذا المعرض جسرا ثقافيا بين الدول، ومركزا لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه العالم والحلول المتاحة، والجدير بالتنويه أن هذا المعرض العالمي شهد بناء برج إيفل عام 1889 في باريس. لاستضافة معرض عالمي هكذا كثير من الفوائد التي لا تقف على تعزيز الصورة الذهنية العامة للبلد المضيف ومكانته العالمية، بل تنسحب هذه الفوائد إلى تعزيز الاقتصاد الكلي والجزئي، حيث إن المملكة العربية السعودية تخطط لإنفاق نحو ثمانية مليارات دولار لتنظيم هذا المعرض، ما يعني بطبيعة الحال تحريك الاقتصاد الوطني والأنشطة الاقتصادية المختلفة. أيضا معرض بهذا الحجم الضخم سيسهم بفاعلية في توظيف الكوادر الوطنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة. قطاع الإنشاء والمقاولات، وقطاع التقنية، والقطاع اللوجستي وقطاع تنظيم الحفلات والمؤتمرات والمعارض، سيشاهدون نموا جيدا، وسيكون هذا المعرض فرصة لتعزيز هذه القطاعات، وفرصة ممتازة -بإذن الله- للشركات الوطنية بأحجامها المختلفة لتجد لها دورا في هذا الحدث العالمي.
تأمل المملكة استضافة أكثر من 40 مليون زائر في هذا المعرض، وهذا -بإذن الله- سينعش قطاع السياحة وقطاع الخدمات بمختلف أنشطته، والمواصلات وغيرها، وستكون فرصة ذهبية لرواد الأعمال لإيجاد فرص تجارية وخدمات لهذا العدد الضخم من الزوار للمعرض.
الجميل في هذه الاستضافة لإكسبو 2030 -في اعتقادي- أنها تتزامن مع اكتمال تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، بإذن الله، وهذا المعرض سيكون أحد أهم المنابر الإعلامية، التي ستخدم تعزيز مكانة السعودية بين مصاف الدول المتقدمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي