العقد السعودي

الأعوام العشرة المقبلة - بإذن الله - ستكون المملكة فيها محط أنظار العالم أكثر مما هي عليه الآن، ستكون المناسبات العالمية المتتالية التي تستضيفها محور الاهتمام للمستثمر والسائح، ومن قبل ومن بعد للمواطن، الذي سيجد فرصا كثيرة ومتنوعة للعمل والتجارة.
الأعوام العشرة المقبلة هي امتداد للأعوام الماضية منذ إطلاق الرؤية السعودية، الرؤية التي لن تتوقف، ولن تكون جامدة، فهي تتغير وتتطور تبعا للمستجدات، وتبعا للتقييم الدوري للنتائج، وهذا ما سيجعل استضافة المناسبات الرياضية والمعارض تأخذ نهجا مختلفا يحقق استدامة أثرها، ويعيد تدويره في الاقتصاد بمجالاته كافة، ويستفيد من تأثيراتها الاجتماعية والثقافية.
سيكون عقدا من الزمن حافلا بالسعودية والسعوديين، ممتلئا بالإنجازات المترابطة، فالمسألة ليست استضافة بطولة عالمية أو معرض عالمي هما الأهم في فئتهما، إنها تتجاوز ذلك إلى كونها مكملا لمناحي تطور وإنجاز شهدناها، ونشهدها على أصعدة أخرى مهمة ودائمة.
أن تستثمر في موقعك وإمكاناتك وقدرات شعبك هو الهدف الأساس، وأن تجعل القوة مزيجا من القوى الخشنة والناعمة يزيد من مكانتك وبالتالي تأثيرك، التأثير الذي أشار إليه ولي العهد الأمين وعراب الرؤية وقائدها، عندما أكد في تصريحه بعد الفوز باستضافة "إكسبو 2030"، "عزم المملكة على تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار، والإسهام بأداء دور فاعل وإيجابي لغد مشرق للبشرية، من خلال توفير منصة عالمية تسخر أحدث التقنيات وتجمع ألمع العقول، بهدف الاستثمار الأمثل للفرص وطرح الحلول للتحديات التي تواجه كوكبنا اليوم".
إن طرح الحلول للتحديات التي تواجه البشرية سيكون عنوانا بارزا للعمل السعودي. حدث ذلك عند استضافة قمة العشرين، ويحدث يوميا عبر مبادرات الدولة والقيادة ومعها الشعب الكريم، التي تروم السلام وحماية الإنسان وبيئته وحقوقه في جميع أنحاء العالم.
الفوز الساحق في تصويت الاستضافة يعطي دلالة على أن كثيرا من دول العالم وشعوبه بات يشعر بمن يعمل وينجز، يحترم من يسعى لخير الإنسانية والكوكب، يبحث عن مصالحها معه، ويعيد تشكيل الصور الذهنية غير المنصفة عن المنطقة، أو عن المسلمين والعرب.
ستكون المسؤولية خلال العقد المقبل أكبر على الحكومة وعلى المواطنين، وستكون المكاسب الجماعية والفردية على قدر العمل والمبادرة والابتكار والاستعداد لها، وسنحظى - بإذن الله - بأعوام جميلة ورائعة على الأصعدة كافة.
التفاصيل كثيرة، وأمامنا زمن سنسابقه، وسنرصد كل أثر يتحقق ونبني عليه. فبناء الأوطان ليس شعارا فقط، إنه سواعد مجتمعة تعمل وتحمد الله، وتشكر ولاة الأمر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي