تصحيح مسارات .. الدولار في طريقه لتسجيل أكبر هبوط شهري منذ عام
سجل الدولار أدنى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل مجموعة من العملات الأخرى قبل أن يستقر، مع استمرار المتعاملين في تصحيح مسارات طالما اتبعوها مع الدولار قبيل صدور بيانات التضخم من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو هذا الأسبوع.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسة أخرى، 103.2 في أحدث قراءة مرتفعا نحو 0.1 في المائة خلال اليوم، ليصعد قليلا من أدنى مستوى منذ 31 أغسطس البالغ 103.15 الذي لامسه في التعاملات الآسيوية.
ويتجه المؤشر نحو تسجيل خسارة أكثر من 3 في المائة في نوفمبر، وهو أسوأ أداء له منذ عام.
وقال سايمون هارفي كبير محللي النقد الأجنبي في "مونكس أوروبا"، "ترغب الأسواق في استباق الأحداث الكبيرة التالية، وهي التيسير النقدي وتحسين الظروف للأصول عالية الأخطار وضعف الدولار، لكن كما رأينا هذا الصباح بدأ هذا يتبدد".
واستقر اليورو والجنيه الاسترليني على نطاق واسع عند 1.09495 دولار و1.2627 دولار على الترتيب، وكلاهما قريب من أعلى مستوى في نحو ثلاثة أشهر.
كما تعرض الدولار للضغط من توقعات السوق بانتهاء زيادات أسعار الفائدة الأمريكية. وأظهرت العقود الآجلة لأصول أمريكية تدر عوائد أن هناك فرصة بنسبة 25 في المائة تقريبا أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من مارس، وفقا لأداة فيدووتش التابعة لـ"سي.إم.إي". ويترقب المتعاملون الآن بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، وهو المقياس المفضل لدى الاحتياطي الاتحادي للتضخم، المنتظرة هذا الأسبوع للحصول على مزيد من التأكيد أن التضخم في أكبر اقتصاد في العالم آخذ في التباطؤ. واستقر الين الياباني عند 148.63 للدولار مواصلا الانتعاش من حافة 152 للدولار التي سجلها في وقت سابق من الشهر. وسجل الفرنك السويسري 0.8810 للدولار، مستقرا، وهو أيضا قريب من أعلى مستوى منذ بداية سبتمبر. ولامس الدولار الأسترالي فترة وجيزة أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 0.6632 دولار.
وبلغ الدولار النيوزيلندي أعلى مستوى منذ العاشر من أغسطس عند 0.6114 دولار قبل أن يتراجع.
في سياق متصل، استقرت أسعار الذهب بعد أن لامست أعلى مستوى في ستة أشهر، إذ أبقت التوقعات بإنهاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورة رفع أسعار الفائدة الدولار وعوائد سندات الخزانة تحت ضغط. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 2015.33 دولار للأوقية "الأونصة"، بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته منذ 16 مايو.
كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 0.2 في المائة إلى 2015.70 دولار للأوقية.
وقال مات سيمبسون كبير المحللين لدى "سيتي إندكس"، "انخفاض عوائد السندات، والرهانات بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي في وقت أقرب مما كان يعتقد في الأصل، ساعدا بالتأكيد الذهب على التألق".
ولامس مؤشر الدولار أدنى مستوياته منذ أواخر أغسطس مقابل العملات الرئيسة المنافسة، ما يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وحومت عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام قرب أدنى مستوياتها في شهرين عند 4.3630 في المائة.
وعززت بيانات صدرت أخيرا وأظهرت مؤشرات على تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي قد يبدأ في تيسير السياسات النقدية في وقت أقرب مما كان متوقعا.
وتترقب السوق حاليا بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي وهي مقياس التضخم المفضل لدى المركزي الأمريكي المقرر صدورها غدا. وتقلل أسعار الفائدة المنخفضة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عوائد. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 24.62 دولار للأوقية وارتفع البلاتين 0.3 في المائة إلى 921.49 دولار، فيما تراجع البلاديوم 0.6 في المائة إلى 1064.15 دولار للأوقية.