مخالفة التراجع العالمي .. ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية في الشرق الأوسط 21 %

مخالفة التراجع العالمي .. ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية في الشرق الأوسط 21 %

تواصل سوق الهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط تحقيق نمو قوي ومستدام، في وجه التحديات العالمية التي يواجهها القطاع، ففي الربع الثالث من 2023، تم تسجيل ارتفاع 21 في المائة في مبيعات الهواتف الذكية في المنطقة، ما يعكس الطلب المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة والابتكار في هذا القطاع الحيوي.
وتعزى هذه الزيادة في المبيعات إلى عدة عوامل رئيسة. أحد هذه العوامل هو تزايد الوعي التكنولوجي وزيادة الاعتماد على الهواتف الذكية في حياة الناس، حيث أصبحت الهواتف الذكية أداة أساسية للاتصال والترفيه والتسوق والعمل، كما يلعب تطور الشبكات اللاسلكية وانتشار تقنية الجيل الخامس 5G دورا مهما في تعزيز الطلب على الهواتف الذكية المتقدمة، حيث يسعى المستخدمون للاستفادة الكاملة من سرعات الإنترنت الفائقة والاتصال المتطور.
ووفقا للتحليلات، بلغت شحنات الهواتف الذكية في الشرق الأوسط باستثناء تركيا إلى 12 مليون في الربع الثالث من 2023، مع تسجيل نمو سنوي بارز بنسبة 21 في المائة، ويعود هذا النمو إلى الطلب المحلي القوي، حيث لاحظت الشركات زيادة في قواعد العملاء وفرص العمل. على الرغم من انخفاض أسعار النفط، استمر القطاع غير النفطي في تقديم مساهمات مهمة.
وعلى مستوى السعودية، ففي الربع الثالث من 2023، حققت المملكة نموا قويا بنسبة 46 في المائة في شحنات الهواتف الذكية مقارنة بالعام السابق، بفضل الطلب المتزايد على الطرازات ذات المستوى المنخفض، وعلى الرغم من التحديات الفورية، يتوقع أن يستمر الإنفاق الحكومي في دعم التنويع الاقتصادي، ارتفعت شحنات الهواتف الذكية في الإمارات بنسبة قدرها 2 في المائة، بفضل زيادة عدد الوافدين والسياح، وحصلت على دفعة إيجابية من المستثمرين والمستهلكين والقطاع الخاص، وواصل العراق زخمه القوي بنمو بنسبة 57 في المائة، بفضل الطلب على الهواتف التي تقل قيمتها عن 150 دولارا وزيادة الأنشطة التجارية للعلامات التجارية، من ناحية أخرى، شهدت الكويت وقطر انخفاضا في شحنات الهواتف بنسبة 4 و 2 في المائة على التوالي.
وبحسب Canalys، شهدت شحنات الهواتف الذكية منخفضة الأداء والتي تأتي تكلفتها بأقل من 200 دولار ارتفاعا كبيرا، بدعم من شركات Transsion وشاومي وهونور في الأسواق ذات الأسعار المنخفضة، حيث تعمل Transsion على زيادة وجودها تدريجيا ردا على توسع الفئة الشعبية في ظل عدم اليقين الاقتصادي العام، وقدمت إنفينكس طرزا حصرية في السعودية، في حين قامت تكنو بتعزيز حوافزها لهواتفها في العراق، بينما تسعى شاومي وهونور لاختراق السوق الراقية بالحوافز المغرية والترويج العنيف، تتطلب جذب العملاء بعيدا عن العلامات التجارية المعروفة استثمارا دؤوبا، وفي الوقت نفسه، تشهد موتورولا نموا كبيرا في أعمالها للمستهلكين والشركات، خاصة في منطقة مجلس التعاون الخليجي، من ناحية أخرى، حافظت سامسونج وأبل على مواقعهما في السوق. وقد تعززت مكانة سامسونج بفضل شبكتها الواسعة للتوزيع، بينما جهزت أبل خدمات الأجهزة الكاملة واستراتيجية البيئة التي تعتمد على النظام الخاص بها لتعزيز سيطرتها في المنطقة، ولاحظ أن الطلب على أجهزة أبل وسامسونج المستعملة لا يزال مرتفعا، حيث يعد استثمارا مربحا بفضل القيمة العالية لإعادة البيع.
ويسعى التجار إلى توسيع محافظ منتجاتهم وتقليل اعتمادهم على العلامات التجارية الموجودة بالفعل، ويهدفون إلى جذب استثمارات إضافية من خلال تعزيز العلامة التجارية في المتاجر وتحسين هوامش الربح، حيث اتخذت العلامات التجارية الناشئة المبادرة وتطلق أجهزة رائدة في المنطقة، وتقوم أوبو وهونور بالمغامرة في فئة الهواتف القابلة للطي للتنافس مع العلامات التجارية الموجودة بالفعل مثل سامسونج، ولكن المستهلكين في أسواق مثل قطر والكويت والسعودية سيترددون في التبديل بين العلامات التجارية، وستكون القيمة الطموحة والأسعار المعقولة عوامل حاسمة للاعبين الناشئين، مع اكتساب نظام مثل الشراء الآن والدفع لاحقا شهرة من خلال منصات التمويل والتقسيط، ما يثبت فوائده للتجار والمستهلكين على حد سواء.
مع ذلك، تواجه الشركات المصنعة للهواتف الذكية تحديات قائمة في المنافسة والتسويق في سوق الشرق الأوسط، ويجب أن تستثمر الشركات في البحث والتطوير لتقديم منتجات مبتكرة تلبي احتياجات وتفضيلات المستهلكين المحليين. كما يجب عليها توسيع قنوات التوزيع وتعزيز الوجود المحلي من خلال شراكات استراتيجية مع تجار التجزئة المحليين.
وتشدد التحليلات على أن الشركات المصنعة للهواتف الذكية يجب أن تولي اهتماما خاصا لتلبية احتياجات فئة المستهلكين ذات الدخول المنخفضة، حيث توجد فرص كبيرة لنمو الهواتف الذكية بأسعار معقولة وأداء جيد في المنطقة.

الأكثر قراءة