2030 .. عام تتويج الرؤية السعودية "يعد" بنسخة غير مسبوقة من «إكسبو»

2030 .. عام تتويج الرؤية السعودية "يعد" بنسخة غير مسبوقة من «إكسبو»
2030 .. عام تتويج الرؤية السعودية "يعد" بنسخة غير مسبوقة من «إكسبو»

تشد الأنظار هذه الأيام إلى العاصمة الفرنسية باريس، لمتابعة أطوار الاجتماع رقم 173 للجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض، حيث سيشارك الأعضاء 179 في تصويت سري لاختيار المدينة المستضيفة فعاليات معرض إكسبو 2030. في القائمة الترشيحات ثلاث مدن، الرياض وروما وبوسان، بعد استبعاد مدينة أوديسا الأوكرانية بسبب الحرب، تسعى لكسب 2/3 من أصوات الدول الأعضاء على قاعدة صوت لكل عضو، كي تجنب نفسها تصويتا ثانيا، على أساس الأغلبية البسيطة، يجرى بين المتصدرين فقط.
يحتدم التنافس على نسخة عام 2030 من معرض إكسبو أو "المعرض العظيم"، الاسم الأول لهذا الحدث العالمي الذي يتعاقب مرة كل خمسة أعوام، ويستمر لفترة ستة أشهر كحد أقصى، باعتباره أحد أكبر المعارض الدولية لأحدث الابتكارات البشرية، في جميع الأصعدة والميادين العلمية التقنية والثقافية والفنية، وأعرقها على الإطلاق، فأول نسخة منه نظمت عام 1851 في مدينة لندن، وتحديدا في قصر الكريستال الضخم الذي شيد خصيصا لاحتضان نحو 14 ألف جهة عارضة قادمة من 40 دولة.
حدث دولي كبير على المستويين الاقتصادي والثقافي تطلب تحضيرا واستعدادا استثنائيين من جانب مدينة الرياض التي تؤكد المعطيات الجغرافية لرحلة المعرض رجحان كفتها لنيل شرف تنظيم هذه النسخة، فحظوظ مدينة بوسان الكورية ضعيفة إذا أخذنا في الحسبان أن النسخة المقبلة، أي إكسبو 2025، ستكون في مدينة أوساكا اليابانية. حظوظ روما لا تختلف عن بوسان، على اعتبار أن مدينة ميلانو الإيطالية سبق لها أن احتضنت نسخة 2015، ومن شروط المكتب الدولي للمعارض عدم تنظيم أي دولة المعرض نفسه خلال 15 عاما. علاوة على سوء التنظيم الذي رافق إكسبو ميلانو، فتقارير إعلامية تفيد بأن أعمال الشغب التي شهدها كانت بسبب مزاعم بالفساد.
فضلا عن ذلك، تذهب المنجزات على أرض الواقع، هناك في الرياض، وفي عموم تراب المملكة، تحقيقا لمضامين رؤية السعودية 2030 التي تسير بحزم وثبات نحو تشييد حقبة جديدة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة. وما قدرة المملكة على استقطاب أكبر التظاهرات السياسية والاقتصادية "قمة العشرين..." والثقافية والرياضية "كأس العالم 2034..." سوى دليل قاطع على قدرة وأحقية البلاد بمثل هذه التظاهرات العالمية، لما تمثل من مناسبات تخول ضيوف المملكة، مشاركين وزوارا، فرصا للاطلاع من كثب وبعين المشاهد على ثمار رؤية شيدت مملكة جديدة في الشرق.
في تفاصيل الإنجاز في الرياض، صمم المنظمون المعرض على شاكلة كرة أرضية، استوعبت الأجنحة البالغ عددها 226 جناحا، بالتساوي بين جميع المشاركين، مع اعتماد إحداثيات خطوط الطول في الواقع، لتحديد جناح كل دولة داخل المعرض، ما يفرض مجاورة دول الشمال مع دول الجنوب داخل أجنحة المعرض، في رسالة بالغة بحمولة رمزية دالة، تنسجم مع شعار نسخة الرياض "حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل".
يتناغم الشعار مع ما تشهده المملكة من تغيير، بذلك تتجه المملكة العربية السعودية في نسخة الرياض 2030 إلى تولي قيادة ركب التغيير في العالم، مثلما كانت عليه الحال زمن كورونا، حين قادت بروية وحنكة مجموعة العشرين، ضاربة بنفسها المثل الأكبر بشأن ضرورة التغيير، فما تعيشه من تحول، هادئ وسلس، غير مناحي كثيرة في البلاد، سعيا نحو بناء صرح نهضة سعودية. فضلا عن مسايرته فلسفة "إكسبو" في حد ذاتها، فالفكرة تقوم على عرض المستجدات أمام أنظار العالم بغية تيسير انتشارها.
نعم للتغيير، لكن دون التفريط في الأصالة، فهي أساس وركيزة أي استشراف للمستقبل، وبدا ذلك واضحا في النمط العمراني للمعرض الذي يحاكي عمران مدينة الرياض التاريخي، بالحرص على الوفاء لمقوماتها الطبيعية والثقافية. محاكاة في قلب التحديث، فالموقع الذي اختاره المنظمون للمعرض متناغم مع الخطط التنموية للمدينة بشكل خاص والبلاد بوجه عام، فالمكان على مقربة من المطار الدولي الجديد، وله ارتباط مباشرة بشبكة المواصلات العامة في المدينة والبلد.
معطيات تعززت بشهادة ديمتري كيركنتزس، الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض، الذي أشاد بما يجري في المملكة من تطور يستحق أن يكشفه العالم، ولا شك أن معرض إكسبو فرصة مثالية لذلك. منوها بالتحام القيادة والشعب حول ضرورة كسب الرهان، بإضافة تنظيم معرض إكسبو إلى سجل المنجزات بفضل رؤية المملكة، "رأينا أن المشروع يحظى بدعم كبير من ولي العهد، وجميع قطاعات الدولة، وكل شخص رأيناه في المملكة وتحدثنا إليه، ولا شك أن المملكة ومدينة الرياض لديهما جميع المقومات لاستضافة هذا المحفل العالمي".
محفل تعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن تقيم المملكة نسخة غير مسبوقة منه، وذلك مرتبط بالموعد قبل أن يقترن بالمعرض، فعام 2030 يمثل لأبناء وبنات المملكة عاما لتتويج الجهود بتقديم حصيلة التحول الوطني الذي عم البلاد طولا وعرضا، في الاقتصاد والمجتمع، بفضل رؤية 2030. كما يندرج على صعيد آخر في خانة العد العكسي لانطلاق بطولة كأس العالم في المملكة العربية السعودية 2034.
لكل ذلك يكون إسناد تنظيم نسخة 2030 من معرض إكسبو إلى مدينة الرياض، العازمة على المنافسة على المراتب الأولى للمدن الأكثر استدامة في العالم، تتويجا لدورة من دورات معرض عريق كان على موعد مع التاريخ، حين اختار التوجه إلى الرياض في عام 2030.

الأكثر قراءة