فوائد اللاشيء
نعمل طوال اليوم وفي نهاية الأسبوع وحتى في الإجازات الصيفية لا نتوقف. نخاف أن يفوتنا شيء، ونتوقع أنه كلما عملنا أكثر نجحنا اكثر. نسعى إلى الكمال وننسى أننا بشر نتذكر شحن بطارية هواتفنا ونتوقف في أي مكان لشحنها، وننسى شحن أنفسنا، تأخذنا الحياة بعيدا فلا يسعنا الالتفات لرؤية ما حولنا والتمتع بنعم الله.
تقول سوزي شوارتز التي عملت لمدة 20 عاما في أشهر مجالات الموضة العالمية، وكانت ضيفة دائمة في برامج التلفزيون: كنت أعمل بسرعة 200 ميل في الساعة دون توقف، واليوم وبعد أن قرعت حماتي جرس الإنذار في حياتي بقولها: توقفي
وخذي خمسة أنفاس عميقة، أستطيع القول الآن وبصفتي متفوقة، "إنني أكثر نجاحا في كل شيء منذ أن بدأت عدم القيام بأي شيء".
هل تعلم أننا في المتوسط نتنفس 22000 مرة في اليوم بين شهيق وزفير، وفق جمعية الرئة الوطنية، ومع ذلك، فإن معظم الناس لا يأخذون الوقت الكافي لملاحظة حتى واحدة من تلك الأنفاس؟ لأن مجرد إبطاء أنفاسك ومراقبة العالم من حولك
ومحاولة إيقاف عقلك قد ثبت علميا أنه أكثر فاعلية في تخفيف القلق من بعض الأدوية الموصوفة.
وجدت دراسة حديثة أن لدينا نحو 6200 فكرة في اليوم، لذلك عقولنا لن تتوقف والأفكار ستنساب لذلك ما عليك إذا أردت الراحة إلا أن تحول أفكارك السلبية المسببة للقلق إلى أفكار إيجابية محفزة، وتركز على كل نفس يدخل ويخرج منك. هنا ستنسى أفكارك!
قد تتفاجأ عندما تجد أن هناك فوائد فعلية لعدم القيام بأي شيء على الإطلاق. عند إيقاف تشغيل عقلك، فإن ذلك يسمح بمساحة لعقلك الباطن للتوسع، ما يعزز إبداعك في نهاية المطاف. عندما نصرف انتباهنا عما يوترنا ويضايقنا، سنجد حلولا أسهل مما نتوقع.
الكسل أو عدم فعل شيء يتيح لك أيضا اكتشاف الأخطاء، دع عنك كل شيء وحاول تجاهل ما يريد عقلك الداخلي إخبارك به. عندما تبدأ في تهدئة عقلك ومحيطك، ستظهر مشاعرك على السطح، ما يحفزك في النهاية على إجراء تغييرات تحسن حياتك.
والأكثر إثارة للدهشة، في عدم القيام بأي شيء أنه قد يساعدك على أن تكون أكثر لطفا. إن كوننا وحدنا مع أفكارنا يجعلنا نستشعر أهدافنا، والتي بدورها تدفعنا إلى تجربة أنشطة صعبة وذات مغزى!
افعل شيء لنفسك بألا تفعل شيئا على فترات متقطعة وقد يكون هذا كل ما كنت تبحث عنه!