توطين الترفيه

لا يوجد عاقل منصف فطن يجهل مبتغى ومصادر الحملة ضد المملكة في مواقع التواصل الاجتماعي، وليس هناك من لا يدرك امتدادات المعارك المفتعلة وهويات المخططين والمنفذين والممولين، حيث تظهر تلك الحملات وتخفت وتشتد وتفتر متأثرة بحجم الإنجازات السعودية المؤدية لحالة صراخ مساوية لمقدار الألم، فيما تنشغل المملكة بتنمية شاملة فتوجع وهي تعلو ليتساقط عشاق الشعارات الجوفاء كما فعلوا على مر التاريخ، الصراخ هذه المرة ينطلق من جوار المراقص منسابا على حناجر غضت الطرف عن ضجيج الجوار المسكوت عنه في محاولة ظاهرها انتزاع حق السعوديين بالترفيه وباطنها تشويه الصورة لإعلاء شأن أجندات أسهمت باقتلاع أربع عواصم من حمى العروبة رغم إدراك محاولي تجريد المواطن السعودي من حق الترويح النفسي لمنهجية سعودية قائمة على استمرار الحياة دون الالتفات للخلف، ففي غمرة تساقط الصواريخ على الرياض وأجزاء متفرقة من المنطقة الشرقية إبان أزمة الخليج المسبوقة بأزمتين عاصفتين كانت الحياة تسير بطبيعتها وظل الأمن مستتبا والأوضاع مستقرة وإيقاع الحياة لبث كالمعتاد لم يهتز يوما ولم يضطرب حتى في أصعب اللحظات وأكثرها تأزما، والنتيجة نفسها تكررت أثناء وبعد الحملات التي شنتها الأجهزة الأمنية على الإرهاب والإرهابيين في أعقاب مساع بائسة فاشلة لاختراق القدرات اليقظة حتى تلاشى الإرهاب والإرهابيون، ولم تتوقف الحياة والجيش السعودي الباسل يدفع الأخطار بالحد الجنوبي، بل ظلت مواسم الترفيه قائمة بمعايير معروفة للقاصي والداني ولم تزعج السعوديين حالات الفرح المشتعلة في كثير من العواصم إبان تساقط الصواريخ على مكة والرياض، بل لم تصادر المملكة وشعبها حق الناس بالبهجة والسرور وظل الترفيه ضمن برامج تنموية طموحة لحماية المجتمع من أخطار السفر باتجاه ملاه صاخبة مجاورة لمنازل الصارخين لأهداف خبيثة ليس بينها حراسة الفضيلة ولعل المتابع المنصف قد أدرك أغراض ومصادر حملات التشويه القائمة على تسويق الشعارات الجوفاء، فليس هناك من يجاري السعودية إذا حصحص الحق بالشهامة والمروءة وصدق القول والفعل ولنا فيما قدمت وتقدم للقضايا العربية والإسلامية ما يرفع الرأس ويدعو للفخر والاعتزاز.
يظل الترفيه جزءا من مشروع تنموي يؤدي لتقليص نزيف السياحة الخارجية مثلما يؤدي للحفاظ على مكتسبات القيم والمبادئ في ظل قناعة راسخة بأن جميع دول العالم دون استثناء تعتمد برامج سياحية قد لا تتناسب ورغبات المجتمعات المحافظة وبالتالي قد لا تناسب العائلة بما أوجب توطين الترفيه على هيئة موسم الرياض وبقية المواسم المماثلة في جميع مناطق المملكة بعد أن حققت جذبا لملايين السياح من الداخل والخارج على حد سواء في ظل استهداف تنوع الدخل واستثمار تباين الطقس والتضاريس فالمرتفعات الغربية والجنوبية تسجل أقل درجات الحرارة عالميا في عز الصيف، فيما تسجل معظم المناطق درجات حرارة معتدلة في ذروة الشتاء ولا بد من استثمار تلك المزايا بما يواكب النمو الهائل التي تعيشه "القارة السعودية" وفقا لرؤية استثنائية بدأت ملامحها تتحقق على أرض الواقع فالقافلة تسير والفرح يتواصل...
(فعين الرضا عن كل عيب كليلة... ولكن عين السخط تبدي المساويا).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي