النفط الفنزويلي .. التأثير المتوقع
منذ 2017 حتى سبتمبر الماضي، تراجع إنتاج النفط الفنزويلي من نحو 2.03 مليون برميل يوميا إلى نحو 825 ألف برميل يوميا، والجدير بالذكر أن تملك فنزويلا أكبر احتياطي من النفط عالميا، بحسب "رويترز" حيث بلغ احتياطيها نحو 303 مليارات برميل من النفط.
الجدير بالتنويه أن الوقود الأحفوري، ومنه النفط، هو مورد للطاقة ناضب، لكن هل يعني ذلك أن فنزويلا -على سبيل المثال- قادرة على استخراج النفط الموجود في حقولها حتى آخر برميل منه؟ استخراج النفط من أي حقل سواء كان هذا الحقل النفطي حقلا بريا أو بحريا يبدأ باستخراج النفط سهل الاستخراج، الذي يعني بطبيعة الحال أن استخراجه مجد اقتصاديا، ومع مرور الوقت واستمرار الإنتاج تبدأ هذه الكمية من النفط سهل الاستخراج في الانخفاض تدريجيا، التي يتزامن معها بالضرورة ارتفاع في تكلفة الاستخراج حتى تصل تكلفة استخراج النفط من هذا الحقل المعين إلى مستويات غير مجدية اقتصاديا.
عند وصول تكلفة استخراج النفط من هذا الحقل إلى مستويات غير مجدية اقتصاديا، تتوقف عملية الاستخراج حتى يصبح الاستخراج مجديا، الذي تحدده عوامل كثيرة، منها ارتفاع أسعار النفط، وانخفاض تكلفة عمليات الاستخراج، وغيرها. عودة إلى محور هذا المقال حول أثر ارتفاع إنتاج فنزويلا من النفط في الأسواق، حيث إن رفع العقوبات الأمريكية الجزئي على فنزويلا أخذ حيزا كبيرا في جهات الإعلام بأنواعها المختلفة.
الجدير بالذكر أن إنتاج النفط الفنزويلي تراجع من نحو 2.03 مليون برميل يوميا في 2017 إلى نحو 825 ألف برميل يوميا في نهاية سبتمبر الماضي، إضافة إلى أن التوقعات من بعض الجهات المختصة، وبيوت الخبرة في استشراف أسواق الطاقة، أن إنتاج النفط الفنزويلي سيرتفع خلال الأشهر الستة المقبلة بنحو 25 في المائة، أي ما يعادل نحو 200 ألف برميل يوميا. أيضا وفق بعض التوقعات، إن فنزويلا قد تستطيع إضافة 250 ألف برميل من النفط يوميا بحلول 2025 إذا ما رفعت القيود الاقتصادية عليها، فما أثر الزيادة المتوقعة من إنتاج النفط الفنزويلي في أسواق النفط؟
في رأيي، إن تأثير هذه الزيادة المتوقعة من النفط الفنزويلي في أسواق النفط سيكون محدودا جدا وغير مؤثر، حيث إن مجموع الزيادة المتوقعة خلال العامين المقبلين لا يشكل أكثر من 0.4 في المائة من إجمالي إنتاج النفط العالمي. إيران على سبيل المثال أضافت خلال العام الماضي فقط -بحسب بعض التقديرات- نحو 500 ألف برميل يوميا العام الماضي فقط، فهل تأثرت أسواق النفط تأثرا ذا بال؟ أرى أن تأثير النفط الفنزويلي على المديين القصير والمتوسط سيكون محدودا جدا، أما على المدى البعيد، فتواجه فنزويلا كثيرا من العقبات لرفع إنتاجها من النفط، ومن أهمها البنية التحتية لقطاع الطاقة المتهالكة، التي تحتاج إلى ضخ مبالغ طائلة لصيانة وإعادة تأهيل الحقول القائمة، واستقطاب التقنيات الحديثة التي تسهم في رفع كفاءة الاستخراج، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية والوضع الاقتصادي الفنزويلي.
ختاما، الزيادة المتوقعة -في رأيي- من النفط الفنزويلي ليست مؤثرة في أسواق النفط، وستستطيع "أوبك" -بقيادة السعودية- التعامل معها واستيعابها، كما استطاعت التعامل مع التغيرات الكثيرة التي تطرأ، والتحديات التي واجهتها في أسواق النفط.