الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 | 4 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.35
(-0.95%) -0.09
مجموعة تداول السعودية القابضة183
(-1.08%) -2.00
الشركة التعاونية للتأمين122.4
(-2.08%) -2.60
شركة الخدمات التجارية العربية119.4
(0.67%) 0.80
شركة دراية المالية5.55
(0.73%) 0.04
شركة اليمامة للحديد والصلب35.2
(-0.85%) -0.30
البنك العربي الوطني22.5
(0.13%) 0.03
شركة موبي الصناعية11.6
(4.13%) 0.46
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.98
(-0.06%) -0.02
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.6
(0.04%) 0.01
بنك البلاد26.56
(-1.70%) -0.46
شركة أملاك العالمية للتمويل11.97
(0.00%) 0.00
شركة المنجم للأغذية54.5
(-1.62%) -0.90
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.87
(0.85%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.75
(-1.15%) -0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية117
(-0.93%) -1.10
شركة الحمادي القابضة29.92
(-0.60%) -0.18
شركة الوطنية للتأمين13.81
(-0.65%) -0.09
أرامكو السعودية25.24
(-1.41%) -0.36
شركة الأميانت العربية السعودية18.42
(0.05%) 0.01
البنك الأهلي السعودي37.2
(-2.11%) -0.80
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.22
(0.71%) 0.22

عبر العصور وبنو البشر يمارسون العدوان، وتدب النزاعات فيما بينهم، بهدف تحقيق المكاسب، والانتصار من خلال الحرب الخشنة باستخدام الأسلحة المتوافرة، كما تكون المعنويات محل الاهتمام والاستهداف، سواء كانت معنويات المعتدي أو المعتدى عليه، بهدف رفع الروح المعنوية للجيش، والقوى الأمنية المختلفة، أو الجبهة الداخلية، لتقويتها ورص صفوفها تحت راية واحدة، لأن في التفرق شقاقا وتمزقا، ومن ثم هزيمة محققة. أما استهداف الخصم أو العدو، فيكون لإضعاف معنويات جيشه وجبهته الداخلية لتمزيقها، وإحداث الشقاق فيها واختراقها، وإضعاف المعنويات، وتحقيق الهزيمة النفسية تمهيدا للهزيمة العسكرية.

الحرب النفسية تعتمد على علم النفس بتوظيف مبادئه، وقوانينه، وتقنياته بهدف إضعاف معنويات العدو، ومن ثم إرباكه، وتشتيت تفكيره، والتلاعب بمشاعر جنوده، وكل مكونات شعبه، لإفشال خططه، وإلحاق الهزيمة به. ويتبع القادة، والجهات المعنية من إعلام وإدارات، وأقسام الحروب النفسية، أساليب عدة من خطب وشائعات ومقالات وأخبار وصور حقيقية أو مفبركة، خاصة في هذا الزمن مع تقدم التقنية منقطع النظير، إضافة إلى الشعر الذي يحتل ساحة ليست قليلة، سواء ما هو موجه للعدو، أو ما هو موجه للداخل، ولو تمت مراجعة أدبيات النزاعات والحروب التي حدثت في المنطقة لوجدنا كثيرا.

من متابعتي لـ "طوفان الأقصى"، والحرب على غزة، لمست أنه تم توظيف الحرب النفسية بشكل واضح من قبل كلا الطرفين، فالمقاتلون الفلسطينيون استخدموا تكتيك الصدمة لإضعاف معنويات العدو من خلال الهجوم المفاجئ والقوي بالقوة الجوية والبرية والبحرية لشل التفكير، وتشتيت الانتباه، والارتباك على المستويات كافة، كما مارس المتحدث باسم المقاتلين الفلسطينيين أسلوب تحدي العدو، وتثبيت الثقة بالنفس لدى الشعب الفلسطيني، والمجندين حين أعلن أن المقاومة ستطلق الصواريخ الساعة الخامسة، وتم هذا في تحد صارخ للعدو، وقبته الحديدية.

كما أن الإعلان عن عدد قتلى وأسرى وجرحى العدو الصيهيوني يمثل صورة من صور الحرب النفسية بهدف كسر معنوياته، وتحطيم صورة جيشه الذي لا يقهر، التي استقرت في العقول والقلوب، وأحدثت الفزع لدى البعض خلال العقود الماضية. وأثبت مقاتلو فلسطين التزامهم بضوابط الحرب، كما قررها الشرع، والقوانين الدولية في الحروب، وذلك بتصويرهم مقاطع تكشف حسن التعامل مع النساء والأطفال والمرضى، وتم إحراق أكاذيب العدو في هذا الشأن التي روج لها نتنياهو عند اتصاله بالرئيس الأمريكي موظفا مبدأ التشويه.

من مبادئ الحرب النفسية الظهور بمظهر الضحية المعتدى عليه، وذلك بمسارعة القادة الصهاينة بالاتصال بقادة دول مؤثرة في أوروبا، وأمريكا، وتحريف الواقع، وإعطائهم معلومات مغلوطة متناسين أعمال الإرهاب التي يمارسونها من قتل وترويع وانتهاك للمقدسات، وهدم بيوت، وسرقة أراض، وتجريف للمزارع، وذلك لحشدهم سياسيا وإعلاميا وعسكريا، حيث حركت أمريكا سفنها الحربية للإمداد بالذخيرة والسلاح، وإثارة الفزع لدى الفلسطينيين، يضاف إلى ذلك مبدأ احتقار الطرف الآخر، إذ صرح وزير حرب العدو بأنه يحارب، ويقتل حيوانات في صورة بشر.

استخدام السلاح المدمر لكل شيء، والقتل لكل شيء يتحرك، واستهداف الأحياء السكنية والمدارس والمساجد والمستشفيات، كما حدث في المستشفى المعمداني، كل هذا يمثل توظيف مبدأ الجلبة لإثارة الخوف، ومن ثم اليأس لكثرة التدمير والقتلى والجرحى.

الغرب بسياسييه وإعلامه كان له دور بارز في دعم العدوان الذي تمارسه القوة الصهيونية بتصريحاتهم ودعمهم، وتبني مواقفه، والدفاع عنها، وإظهار التعاطف بذرف الدموع، كما فعل جون كيربي ممثل السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وكما فعل بايدن باتهام الفلسطينيين بتدمير مستشفى المعمداني، وقتل أنفسهم، وتبرئة نتنياهو من هذه الجريمة النكراء.

أخيرا، إن اختيار مسمى العملية أو الحرب له وقعه، وأثره النفسي العميق، كما في مسمى طوفان الأقصى، ومسمى السيوف الحديدية الذي اختاره الكيان في عدوانه على غزة.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية