الملك سلمان .. ترسيخ مكانة المملكة عربيا وإسلاميا وعالميا

الملك سلمان .. ترسيخ مكانة المملكة عربيا وإسلاميا وعالميا
الملك سلمان .. ترسيخ مكانة المملكة عربيا وإسلاميا وعالميا

تمثل ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مصدر فخر واعتزاز لكل سعودي، لما تحمله من دلالات وأبعاد عميقة، في ظل ما يعيشه الشعب السعودي من وحدة وترابط مع قيادته.
منذ تولى الملك سلمان سدة الحكم، يواصل ما بناه أبوه الملك عبدالعزيز، وإخوانه الملوك، ليكون المخلص الأمين في حمل الرسالة وصونها، ليأخذ المملكة إلى مرحلة جديدة ونقلات كبيرة من التقدم والحضارة، لتتشكل معالمها الأولى بالتحول الإيجابي البناء، في مناحي الحياة كافة، معطيا الشباب مساحة كبرى في صناعة مستقبل الوطن، حيث أولى مهام التغيير إلى ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي نفذ رؤية التغيير والتطوير لإعمار المملكة بعمل مستدام ورؤية حكيمة.

الوفاء
جسد الملك سلمان بن عبدالعزيز، أسمى صور الوفاء، عندما تجاوز كل أشكال البروتوكول الملكي، مرافقا نعش أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث فضل البقاء إلى جانبه في سيارة الجنازة، حتى الوصول إلى مقبرة العود، ليكون نموذجا حيا وواقعيا وقدوة لكل مواطني المملكة، بأن الإخلاص والوفاء سمة الملوك.

كما أن للملك سلمان بن عبدالعزيز صولات وجولات بالوفاء والإخلاص، حيث لا ينفك أن يقتنص الفرصة ليذكر للحاضرين في كل محفل ذكرياته مع والده الملك المؤسس. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي عاشوها في بدايات التأسيس، إلا أن الملك سلمان لم يخف أجمل ذكرياته بشراء والده الحاجيات بالسلف من أحد محال البقالة في شارع الثميري، ولأن الخير به أصيل لم يتنكر للأيام الصعبة التي عاشها، ولم يتكبر لما شهده من أيام خير ورخاء، ليكون ملكا للقلوب قبل أن يكون ملكا للشعوب.

الثقافة
شهدت المملكة، منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في اليوم الثالث من شهر ربيع الآخر من عام 1436هـ، نقلة كبيرة وتطورات كثيرة. ويعد الملك سلمان داعما للصحافيين والمثقفين، حيث أكد الصحافي اللبناني سمير عطا الله، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز معلم دون أن تدرك ذلك، حيث تتعلم منه الكثير دون أن يشعرك بذلك، مشيرا إلى سلوكه الاستثنائي في التعليم، ما يعطي الشخص المتلقي -وهو أحدهم- الحصانة والتطور، مبينا أن أداءه المليء بالطاقة والشغف، أساس التعليم.

وذكر عطا الله، أن الملك سلمان، منذ أن كان أميرا للرياض رجل دولة، وكان حريصا على القراءة الثقافية والأدبية، إضافة إلى قراءته جميع معاملات المواطنين بتدقيق وإمعان، هذا الملك الاستثنائي كان سببا في عشق الصحافي سمير عطا الله، الاستماع للقرآن الكريم، لما كان يلمسه من اهتمام وعشق الملك للقرآن.

كما أن للملك لياقة كبيرة في انتقاء النصوص الشعرية والأدبية، وهذا ما يعطيه الميزة بكل أحوال مكونات الشعب السعودي، حيث أكد مقربون منه في لقاءات صحافية ومتلفزة أنه "نسابة"، ولديه معرفة استثنائية بالأصول والمنابت، ما تسبب في قربه من الشعب وقرب الشعب منه.

ويحظى الملك سلمان بن عبدالعزيز بلقب "الملك المؤرخ" عن جدارة واقتدار، حيث تتوافر لديه مكتبة ضخمة يقضي فيها بعض الوقت للقراءة والاطلاع، كما يتميز بملكة الحفظ وقوة الذاكرة، ليكون مكتبة جامعة بحد ذاتها، تضم تاريخ المملكة والمنطقة العربية، والقبائل والأنساب، وإن هذا الزخم المعرفي الهائل، والاطلاع الواسع للملك سلمان، جعلا منه رجلا سياسيا مفكرا، كما أنه يعد واحدا من أكثر الملوك في العالم المعاصر حبا واهتماما بالثقافة وبأهلها.

السياسة
تمر ذكرى البيعة ونحن نشعر بالاعتزاز والفخر؛ لأنها تمثل مرحلة جديدة في عمر المملكة تجلت فيها معاني الإصلاح الداخلي والخارجي، وعلى صعيد السياسة الخارجية، مكن الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمرحلة من التوازن والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث جمع قادة العرب والمسلمين في قمة جامعة مرتين مع آخر الرؤساء للولايات المتحدة السابق دونالد ترمب، والحالي جو بايدن، لتكون هذه القمم التي شهدتها المملكة عنصر تقارب فعال بين الدول الكبرى والدول العربية والإسلامية.

كما تمكن من ضبط ميزان الكفة السياسية، وجمع الشرق والغرب على أرض المملكة بدعوة الرئيس الصيني شي جي بينج إلى المملكة، وعقد قمما سعودية، خليجية، عربية فاتحا أبواب المملكة التي تشكل نقطة ربط حضاري لثلاث قارات لجميع قوى العالم السياسية والاقتصادية، مانحا الأشقاء والأصدقاء فرصة التقارب والتعاون وتصفية النزاعات ما بين الكيانات السياسية.

لم يكتف بهذا فحسب، بل عمل على رسم خريطة للتوازن السياسي مع أوروبا وروسيا، على الرغم من الخلاف الكبير بينهما، بسبب تبعات الحرب الروسية - الأوكرانية، وكانت المملكة وسيطا في مفاوضات حل النزاع وإعادة الأسرى بين الطرفين، فيما تتصف العلاقة السياسية في المنطقة بين المملكة والقوى الإقليمية بالإخاء والسلام، وهذا ما شاهده العالم بفتح أحضان المملكة للإخوة في الدول الإسلامية المؤثرة إقليميا كإيران وتركيا.

أما فلسطين، قضية العرب الكبرى وبوصلتهم، فلها الكثير والكثير في وجدان الملك سلمان، وولي عهده، بما يقدمانه من دعم مادي ومعنوي لنصرة الأشقاء في فلسطين، وكان آخر الدروس التي قدمها الملك سلمان، توجيه الأمير محمد بن سلمان، لتقديم كل ما يلزم لوقف شلال الدماء في قطاع غزة الفلسطيني من جراء الأحداث المأساوية الجارية هناك، حيث يقوم بدور استثنائي لفض النزاع وحماية حقوق الفلسطينيين، وكف يد الظلم عنهم، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967.

السياسة النفطية
اليوم وبعد مضي تسعة أعوام على البيعة، تسير المملكة بخطى واثقة نحو مزيد من التقدم والازدهار، وتعزيز أركانها، وترسيخ مكانتها عربيا وإسلاميا وعالميا، فهي القوة التي تمثل الاستقرار وصوت الحكمة، وهي رمانة ميزان الطاقة العالمي بامتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم، ويمثل احتياطيها نحو خمس الاحتياطي العالمي من النفط.

كما تشكل إيرادات النفط دورا مهما في الاقتصاد الوطني السعودي، وتهدف إلى تحقيق الاستقرار في الإيرادات من النفط، والمحافظة على حصة النفط في استهلاك الطاقة، واستمرار النمو في الطلب عليه، وإلى استقرار السوق النفطية بما يخدم البلدان المنتجة والمستهلكة ونمو الصناعة النفطية دون إضرار بنمو الاقتصاد العالمي.

كما تتميز السياسة النفطية السعودية في عهد الملك سلمان، باتساق بين السلوك الإنتاجي والنظرية الاقتصادية، ودورها فـي تحديد السعر النفطي في "أوبك"، من خلال استحداث "أوبك+"، ومن ثم في السوق العالمية للنفط الخام، كما اتضح أن التغيرات الحادة في الأسعار لا تخدم البلدان المنتجة أو المستهلكة أو الاقتصاد العالمي، ما يستدعي تكاتف الجهود في السوق النفطية.

وبتوجيهات من الملك سلمان، لولي عهده الأمير محمد بن سلمان، عملت السعودية على تنسيق جهود البلدان المنتجة، وفتحت قنوات الحوار مع البلدان المستهلكة لتحقيق ذلك الاستقرار، كما تبين أن اهتمام البلدان المستهلكة بأمن الإمدادات النفطية، يقابله اهتمام البلدان المنتجة بموضوع أمن الطلب، وقد عملت السعودية بوصفها عجلة التوازن في السوق النفطية. وهنا لا بد من التوقف عند لقاء متلفز للأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، عندما تحدث عن التزام المملكة بتوفير طلبيات شراء النفط على الرغم من تعرض محطات خريص وبقيق لهجمات إرهابية، أوقفت نحو 5 في المائة من الإنتاج العالمي للنفط، إلا أن الالتزام السعودي، الذي لا يتوافر إلا في مدرسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان الإيفاء بتسليم الطلبيات إحدى صوره على الرغم من عظم حجم الكارثة التي حلت بالمحطات النفطية.

القدرات العسكرية
تمثل ذكرى البيعة التاسعة علامة فارقة في مسيرة هذا الوطن، إذ تحل هذه الذكرى، والجيش السعودي يتصدر أقوى جيوش المنطقة في العتاد والعدة، كيف لا، ومليكه العاشق للعسكرية والجندية منذ شبابه، حيث شارك في الدفاع عن مصر في وجه العدوان الثلاثي عليها.

ذكرت الصحف المصرية قصص وبطولات الملك سلمان ومحبته لمصر، وجيشها تحديدا، كما وصفته بأنه "صاحب تاريخ من العمل العربي المشترك"، حيث كان حديث التخرج من الدفعة 55، وعندما جاء العدوان الثلاثي على مصر في 56 هب للدفاع عن مصر وشعبها، وكانت فرقته في شرم الشيخ. وقتها شهدت مصر تجمعا للمشاركة الشعبية العربية تقدمهم أمراء المملكة العربية السعودية، منهم: الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي ارتدى زيه العسكري بجوار ثلاثة من أشقائه هم: الملك فهد، والأمير تركي، والأمير محمد، حيث نحى كل منهم لقبه كأمير في اﻷسرة الحاكمة آنذاك جانبا، أمام ضابط مصري، بانتظار التعليمات العسكرية الأخيرة، لتدشين مهمتهم في الدفاع عن مصر خلال العدوان الثلاثي عام 1956. كما يقود الملك سلمان بن عبدالعزيز دورا كبيرا للبلاد العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب، ولا يوفر أي جهد في التصدي لمحاولات تمزيق العالم العربي لدويلات، وهذه الجهود ما كانت لتترجم إلى وقائع على الأرض لولا الرؤية العسكرية الواعدة، حيث طورت السعودية خلال حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز صناعاتها العسكرية، بافتتاح مصانع التصنيع العسكري، واستكمال برامج التصنيع العسكري وتطوير الأسلحة، إضافة إلى تنظيم عدد من المناورات العسكرية أو المشاركة فيها، وضم قطع عسكرية متطورة إلى القوات الجوية والبرية والبحرية.

كما أوكل الملك سلمان، مهمة التطوير العسكري لولي عهده الأمير محمد بن سلمان، صاحب رؤية السعودية 2030، الذي يعمل على توطين الصناعات العسكرية بنسبة 50 في المائة، وربط جميع صفقات التسليح العسكرية بالمحتوى المحلي.

الشباب والرياضة
في ذكرى البيعة تتوجه أنظار العالم إلى المملكة، لدورها الكبير في تطوير الرياضة بشتى أنواعها، حيث يحظى الشباب السعودي، باهتمام رفيع المستوى في العهد الزاهر بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي اتسم بالكثير مما يبهج الرياضيين في الوطن.

شهد القطاع الرياضي في عهد الملك سلمان، وولي عهده، إنجازات مشرفة، دفعت كل نجوم الرياضة في العالم إلى القدوم إلى السعودية، إما للمشاركة في المحافل الرياضية، وإما متابعتها، وهذه النتيجة منطقية لما يحظى به هذا القطاع من دعم واهتمام غير مسبوق، في ظل برامج رؤية المملكة 2030 التي تنفذ كل تفاصيلها تحت مرأى ومسمع الأمير محمد بن سلمان.

الأكثر قراءة