تحقيق النمو والقدرة على الصمود «3 من 3»

لا يسهم هذا في التخفيف من الآثار الناجمة عن تغير المناخ فحسب، بل أيضا في استغلال مصدر الطاقة الأكثر وفرة في منطقة البحر الكاريبي، وهي الشمس. وتقوم شركات التكنولوجيا العميقة باستخراج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ورسم خرائط للأراضي المحصولية في المناطق المتأثرة بالصراعات، وتوفير الاتصال بشبكة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في مختلف الدول النامية (نيديفودا وموكيل وجراف 2020). وفي الواقع، تسهم 97 في المائة من شركات التكنولوجيا العميقة في تحقيق هدف واحد على الأقل من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (مجموعة بوسطن الاستشارية ومؤسسة أهلا بالغد) 2021. وجاءت النتائج من 1277 شركة شملها المسح الاستقصائي الذي أجري في 2018 / 2019. ووجد أن عديدا من الشركات الناشئة يسهم في تحقيق أكثر من هدف واحد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وتحتاج الحكومات والقطاع الخاص إلى بعضهما بعضا لتحقيق النجاح. ودون بيئة أعمال مواتية تهيئها الحكومات، فإن القطاع الخاص يشبه المحرك الصدئ الذي يزمجر ولا يتحرك إلا بالكاد. ودونها يكون القطاع الخاص أيضا بمنزلة عامل المرونة الجامد الذي ينكسر عند أول اختبار. لكن الدورات الحميدة يمكن أن تحدث أيضا.
ففي جورجيا، على سبيل المثال، أدى إصلاح ضريبي أجري 2004 إلى رقمنة النظام الضريبي، وخفض النسب الضريبية، وإلغاء سلسلة من الضرائب المحلية الثانوية التي كانت تدر إيرادات ضئيلة (أكيتوبي وآخرون.2018). وأتاح ذلك للشركات حوافز أكبر للعمل بشكل صريح في القطاع الرسمي وضخ الاستثمارات في الاقتصاد (وزارة الخزانة الأمريكية 2004). في المقابل، تضاعفت نسبة الضرائب إلى إجمالي الناتج المحلي في جورجيا بحلول 2008 (أكيتوبي وآخرون 2018)، ما أتاح للحكومة حيزا أكبر في المالية العامة لتحسين خدماتها ومؤسساتها العامة.
وبشان أن البيانات مرآة تعكس الواقع وبوصلة تحدد الاتجاهات فيمكن للبيانات أن تكون مرآة وبوصلة للحكومات ودولها التي اختارت تحقيق النمو الاقتصادي والقدرة على الصمود. ويمكن للبيانات المجمعة بطريقة منهجية قياس السياسات العامة وبيئة الأعمال بمقارنتها بالممارسات المحمودة والشواهد والأدلة القوية. وستخبرنا هذه المرآة وهذه البوصلة بأفضل السبل لإطلاق طاقات القطاع الخاص وتوجيهها نحو تحقيق النمو والقدرة على الصمود.
ولا يمكن المغالاة في تقدير الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي ستترتب على ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي