سابقا في 2006، في مهمته الأولى بصفته رئيسا تنفيذيا لشركة ديزني، حقق بوب إيجر نجاحا كبيرا بعد أربعة أشهر فقط من توليه المنصب من خلال الاستحواذ على شركة بيكسار. كانت هذه أولى الصفقات العديدة التحويلية التي ستحدد كلا من مسيرة إيجر المهنية وهوليوود الحديثة بشكل عام على مدى العقود التالية.
يقود إيجر، البالغ من العمر الآن 72 عاما، صناعة الترفيه نحو موجة جديدة من إبرام الصفقات، حيث من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول خدمة البث المباشر الأمريكية هولو الخاضعة للتغير المستمر الشهر المقبل.
ولكن بدلا من الطموحات الجريئة بشأن المستقبل، فإن هذه الحقبة تحمل معها شعورا أكثر تشاؤما، حيث يواجه إيجر وأقرانه مهمة إدارة الانتكاسة.
بعد أن أمضت الأعوام العديدة الماضية في استثمار البث عبر الإنترنت - وبفعل ذلك، فإنها تقوض الأعمال التلفزيونية القديمة - تتعامل المجموعات الإعلامية الكبرى الآن مع التداعيات. ويتعين على رؤسائها التنفيذيين إنهاء مهمة تفكيك أعمال التلفزيون المدفوع في الولايات المتحدة بأقل الطرق الممكنة إيلاما، وهي نفسها الأعمال التي جعلت هذه الشركات والمديرين التنفيذيين أنفسهم أثرياء للغاية.
وهذا يحدث في جميع أنحاء الصناعة، ولكنه يحدث بوضوح أكبر في ديزني، بعد أن وضع إيجر فعليا لافتة "للبيع" في يوليو على قنوات ديزني التلفزيونية، بما في ذلك شبكة أيه بي سي، التي بدأ منها حياته المهنية. أعلن إيجر على قناة "سي إن بي سي" أن هذه الشركات، التي جلبت لديزني ما يقارب خمسة مليارات دولار من الدخل التشغيلي في الأشهر التسعة الأولى من عامها المالي، "قد لا تكون أساسية" للشركة. "حدث الاضطراب في التلفزيون التقليدي بدرجة أكبر مما كنت أدرك"، كما قال.
وللتعامل مع هذا الاضطراب، تعمل المجموعات الإعلامية الأمريكية على تقليص حجمها. تجري شركة وارنر برذرز ديسكفري، التي خفضت تكاليفها خلال العام الماضي، محادثات لبيع حصة من أصولها الموسيقية التصويرية لشركة سوني ميوزك، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. وقال هؤلاء الأشخاص إن المفاوضات استمرت لعدة أشهر وليس من الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق.
تملك "وارنر" أيضا قناة سي إن إن، وهي قناة تلفزيونية أخرى يشاع عنها دائما أنها معروضة للبيع. يشير التعيين الأخير للمسؤول الإخباري المخضرم مارك تومسون لقيادة الشبكة إلى أن رئيس وارنر ديفيد زاسلاف يستثمر في الحفاظ على الشبكة، على الأقل في الوقت الحالي.
وافقت شركة باراماونت، التي تسيطر عليها شاري ريدستون، هذا العام على بيع دار نشر الكتب سايمون آند شوستر إلى شركة كيه كيه آر. كما حاولت بيع شبكة بي أي تي، وهي واحدة من شبكات تلفزيون الكابل العديدة التي تمتلكها باراماونت، لكنها تخلت عن تلك الجهود.
مما لا يثير الدهشة أن يشاع أن شركات الأسهم الخاصة، الخبيرة في انتزاع النقد من الشركات المتراجعة، هي مشترية محتملة لهذه الشبكات. قال الرئيس التنفيذي لمجموعة إعلامية عالمية: "من الصعب العثور على أي شخص يوقع شيكا بمبلغ كبير لشراء شبكة تلفزيونية تقليدية اليوم. ويمكن أن تنظر شركات الأسهم الخاصة إليها على أنه عملية شراء تكتيكية".
بصرف النظر عن حقيقة أن الأصول التي يحاولون التخلص منها آخذة في التدهور، هناك عوامل أخرى تجعل هذا الوقت سيئا لبيع شركة إعلامية.
لقد تغيرت البيئة التنظيمية الأمريكية تحت قيادة كبيرة مسؤولي مكافحة الاحتكار لينا خان. ويعلم المديرون التنفيذيون في وسائل الإعلام أن أي صفقة مقترحة قد تخضع لأعوام من الانتظار للحصول على الموافقات التنظيمية إذا فاز الديمقراطيون بالانتخابات المقبلة. كما أن أسعار الفائدة الأمريكية أعلى مما كانت عليه منذ عقدين، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض في وقت تقع فيه ديزني ووارنر بالفعل تحت وطأة ديون كبيرة. ثم هناك إضراب العمال التاريخي في هوليوود، الذي سيؤثر في بيانات الدخل لهذه الشركات حتى جزء كبير من العام المقبل.
يبدو أن هناك عددا قليلا من الحلول المناسبة أمام إيجر، الذي نظم عودة رفيعة المستوى إلى ديزني العام الماضي، حيث جر نفسه من التقاعد في سبيل تقويم الأمور. ومنذ عودته في نوفمبر، انخفض سهم ديزني نحو 15 في المائة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12 في المائة. ويحوم سعر سهم الشركة حول 80 دولارا، وهو أدنى مستوى له منذ عقد تقريبا.
ربما تكون ديزني ببساطة قد انتظرت أطول مما ينبغي لتبيع الشركات. تتعامل المجموعة حاليا مع مكالمات من المشترين المحتملين لشبكة أيه بي سي، لكن هؤلاء المشترين يقولون إن ديزني لا تبدو واضحة بشأن هيكل الصفقة المحتملة أو تفاصيلها.
كما هي الحالة دائما، هناك حلم شبه مستحيل أن تنقض عليها أبل أو أمازون. كتب إيجر في 2019 أنه لو كان ستيف جوبز ما زال على قيد الحياة، فإنه يعتقد أن أبل وديزني كانتا ستندمجان.
لكن أبل ليست معروفة بالاستحواذات الكبيرة، وحتى إذا نجح إيجر في تقليص حجم ديزني من خلال بيع شبكاتها التلفزيونية المتدهورة، فإن الفكرة لا تزال تبدو بعيدة المنال. الأسبوع الماضي، التزم إيجر بمضاعفة الاستثمار في مجال لا يزال أداؤه جيدا: المتنزهات الترفيهية التابعة للشركة. هل يعتقد أي شخص أن تيم كوك رئيس شركة أبل يرغب في إدارة ديزني وورلد؟

المجموعات الإعلامية تحصد ما زرعت

أضف تعليق