الطلب العالمي على النفط مرشح لتلقي دفعة قوية خلال الأشهر المقبلة بقيادة الهند
استمرت تقلبات أسعار النفط الخام في الميل إلى لاتجاه الهبوطي وسط مخاوف من تأثر الطلب على الوقود بإبقاء البنوك المركزية الكبرى أسعار الفائدة مرتفعة فترة أطول حتى مع توقع شح المعروض.
بينما تتلقى الأسعار دعما متواصلا من تخفيضات الإنتاج من تحالف "أوبك +".
وتوقع لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون، أن يتلقى الطلب العالمي دفعة قوية في الشهور المقبلة بقيادة الهند، لافتين إلى أن أحدث بيانات "ستاندرد آند بورز جلوبال" تظهر أن نمو الطلب على النفط في الهند تسارع إلى 270 ألف برميل يوميا على أساس سنوي في أغسطس.
كما توقع المحللون انتعاش الطلب على النفط الخام في الهند مرة أخرى في الربع الأخير من أكتوبر إلى ديسمبر من العام الجاري بسبب بداية موسم العطلات بعد انخفاضه في موسم الرياح الموسمية في الهند.
وفي هذا الإطار، قال سيفين شيميل مدير شركة في جي إندستري الألمانية، "إن أنظار الطلب العالمي تتمحور حاليا حول الهند"، مبينا أنه على مدى العقدين الماضيين حصلت الصين على نصيب الأسد من نمو الطلب العالمي على النفط بفضل الازدهار الاقتصادي الملحوظ الذي شهدته البلاد، لكن هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن آلة النمو في الصين بدأت تنحدر أخيرا.
ورجح أن تتكرر العوامل التي ساعدت على دعم النمو السريع في الصين منذ الأزمة المالية العالمية، في العقد المقبل خاصة في قطاعات البناء العقاري والاستثمار الحكومي، حيث إن التباطؤ الاقتصادي في الصين تجلى بشكل رئيس في انحدار قطاع العقارات وهو أمر غير مستغرب إذا أخذ في الحسبان أن الصناعة كانت تمثل 20 إلى 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في ذروتها.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، "رغم تعهد كندا بالحد من الانبعاثات من المتوقع أن يزداد إنتاجها وصادراتها من النفط حيث يتلقى الطلب العالمي على الخام الكندي الدعم من تخفيضات الإنتاج والصادرات حاليا".وتوقع أن يؤدي توسيع خط أنابيب ترانس ماونتن العام المقبل إلى تحويل مزيد من النفط الخام الكندي إلى الأسواق العالمية.
من ناحيته، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن الحد من الطلب على الطاقة التقليدية يعتمد على مدى جدوى مصادر الطاقة البديلة وحتى الآن لم يحقق توافر البدائل سوى نجاح محدود في الحد من الطلب على الوقود الهيدروكربوني السائل رغم الاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة المتجددة.
ولفت إلى أن الطلب على النفط عموما سيظل قويا ما لم تستهدف الحكومات التي تركز على المناخ مباشرة أي استهلاك للطاقة وتفرض حدودا وهو ما حدث أخيرا في دول صناعية كبرى في مقدمتها ألمانيا.
بدورها، قالت جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، "إن أسعار النفط الخام عادت إلى التقلبات مع بحث المستثمرين عن محفز جديد لدعم مزيد من عمليات الشراء"، لافتة إلى استمرار شح العرض لكن في المقابل هناك عديد من الرياح المعاكسة الكلية تحد من المكاسب أبرزها ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ ثمانية أشهر كما تغذي توقعات رفع أسعار الفائدة معنويات العزوف عن المخاطرة في الأسواق.
ولفتت إلى أن الأسعار تتجه إلى تحقيق أكبر مكسب فصلي منذ مارس 2022 بفضل قيود الإمدادات التي فرضتها السعودية وروسيا كما أدى ارتفاع الأسعار إلى قيام صناديق التحوط بتعزيز رهاناتها الصعودية على خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2022 وزادت توقعات قرب بلوغ مستوى 100 دولار للبرميل.
وفيما يخص الأسعار، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 87 سنتا إلى 92.42 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 87 سنتا إلى 88.81 دولار.
وفي حين أن المعروض لا يزال شحيحا، خففت موسكو يوم الإثنين حظرها المؤقت على صادرات البنزين والديزل.
ارتفعت أسعار النفط بنحو 30 في المائة منذ منتصف العام مدفوعة عادة بنقص العرض.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 95.31 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 95.73 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، وأن السلة تراجعت بنحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 96.93 دولار للبرميل.