عمليات التنمية الدولية ضرورة اقتصادية «2 من 4»

في كتابها الصادر 2021 بعنوان: "ما يدين به كل منا للآخر"، تطلق شفيق دعوة للتوصل إلى عقد اجتماعي جديد يأخذ في الحسبان التغيرات الديموغرافية والتكنولوجية التي تحدث تحولا في المجتمع.
وهي تقترح "هيكلا أقوى للأمن والفرص" من خلال اقتسام الأخطار والاستثمار في الأفراد. وتقول "نحن بحاجة للوصول إلى وضع مختلف، حيث نطلب مزيدا من الأشخاص ونستثمر فيهم مزيدا من الأموال". وهذا يعني وضع حد أدنى لا يمكن أن يقل الدخل عنه، ويقترن ذلك بحوافز تشجع على العمل، ومعاشات تقاعدية قابلة للتحويل من وظيفة إلى أخرى مربوطة بمتوسط العمر المتوقع، وتعلم وإعادة تدريب مدى الحياة، وتدخل في مرحلة الطفولة المبكرة لتحقيق تكافؤ الفرص.
بصفتها رئيسا لواحدة من أفضل جامعات العالم، تقول شفيق إنها تخشى أن تؤدي ثقافة الإلغاء إلى خنق النقاش القائم على حرية الفكر الذي يثري حياة الطلاب. وتقول أيضا "إن هدف الجامعة هو مواجهة التحديات الفكرية ومواجهة الاختلاف"، كما تدعو إلى حرية التعبير في إطار القانون، وتقول إنها فخورة بعدم منع أحد في كلية لندن المرموقة من التحدث بسبب آراء قد يراها البعض مسيئة.
ترى شفيق أن أفضل آمال المنطقة لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارا يتمثل في تحويل مسار التراجع المطرد في استقلال البرلمانات والمحاكم والبنوك المركزية والمجتمع المدني والصحافة الحرة.
في الوقت نفسه، تقول شفيق إنها تشعر بالقلق من أننا كمجتمعات فقدنا بعض قدرتنا على الاختلاف بطريقة متحضرة. وعلى الجامعات تعليم الناس كيفية إجراء محادثات تتسم بالصعوبة. وتضيف قائلة "من خلال عملية الإنصات التي تتعلمها، يمكنك بناء توافق الآراء، والمضي قدما كمجتمع".
في 1966، عندما كانت في الرابعة من عمرها، غادرت شفيق وأسرتها مصر إلى الولايات المتحدة، واستقروا أولا في سافانا بولاية جورجيا في عمق الجنوب الأمريكي. ولم يكن يتحدث الإنجليزية سوى والدها، وهو عالم تعرضت ممتلكاته للتأميم على يد حكومة الجنرال المصري. وكانت أمها تفحص صندوق البريد كل صباح وتبكي، في انتظار أخبار من الوطن.
وسرعان ما تعلمت الأسرة اللغة ووجدت موطئ قدم لها بعد أن نصح أحد الجيران الودودين والدة شفيق باستضافة حفلات أحواض السباحة لأطفال المنطقة كوسيلة لتكوين الصداقات. وغرست التجربة فيها الاهتمام الدائم بالحراك الاجتماعي وبالأمور التي تحدد من أين تبدأ وإلى أين ينتهي بك المطاف في الحياة. وتقول "لقد شهدت أسرتي حراكا اجتماعيا سواء إلى أسفل أو إلى أعلى".
بشأن اضطرابات كبيرة عاصرتها، فإن طفولتها عاصرت فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية الكبيرة في أمريكا: حرب فيتنام، وحركة الحقوق المدنية، وفضيحة ووترجيت. ولم تعد شفيق تتذكر عدد المدارس التي كانت تذهب إليها بالحافلة في جورجيا ونورث كارولينا وفلوريدا كلما غيرت الأسرة مكان إقامتها وكلما حاولت السلطات تحقيق التوازن بين أعداد الطلاب السود والبيض في الفصول الدراسية.
وهي تقول "كل هذه الأمور شكلت اهتمامي بالاعتبارات السياسية، والسياسات، والعلاقات الدولية، والعدالة. لقد كان لها تأثير كبير في ما اخترت فعله بعد ذلك".
بعد فترة قصيرة عادت فيها إلى مصر وهي في مرحلة المراهقة، حصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة من جامعة ماساتشوستس في أمهيرست. وحصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ودرجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد.
يقول نيكولاس ستيرن، رئيس معهد جرانثام للبحوث في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية واقتصادي معروف في مجال المناخ، إنه يتذكر مقابلة شفيق عندما كانت طالبة ماجستير في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. حينها، كان ستيرن وشفيق ضمن وفد من المعلمين والطلاب توجه لمقابلة الأميرة آن، مستشار جامعة لندن. وبعد نحو 35 عاما التقيا الأميرة مرة أخرى. ويشير ستيرن إلى التناقض المذهل في الحراك: "كانت شفيق طالبة وأصبحت رئيس جامعة، لكنني ما زلت أستاذا جامعيا، ولا تزال أميرة".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي