اليوم الوطني وأهمية الحديث عن الماضي
احتفلت بلادنا أمس السبت باليوم الوطني الـ93. وهنا نشير إلى أن أول تنظيم رسمي للاحتفال باليوم الوطني السعودي قد صدر بمرسوم ملكي بتوقيع الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1965. وحدد المرسوم اليوم الأول من الميزان الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام ميلادي ليكون اليوم الوطني للمملكة، وبني اختيار هذا التاريخ على أن الإعلان الوطني 1932 في عهد الملك عبدالعزيز، قد صدر بتحويل اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.
وفي 2005، تم إقرار إجازة استثنائية بمناسبة اليوم الوطني الـ75 آنذاك.
وبعد هذه المقدمة التاريخية، أقول: إن هذا اليوم التاريخي مناسبة أن نتحدث في كل عام عن الماضي الذي نعتز به كثيرا، والحاضر الذي نفخر به، وكذلك المستقبل الذي نثق ببلوغ بلادنا فيه مزيدا من القوة والعز والتقدم في جميع المجالات، بتوفيق من الله، ثم بقيادة حكيمة، وشعب طموح.
أعود للتركيز على أهمية الحديث عن الماضي، وخير من علمنا ذلك ملك التاريخ الذي عاصر مسيرة الدولة المباركة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويعلم الجميع كيف أنه يستحضر أدق التفاصيل عند حديثه عن بلادنا عامة، وعن مدينة الرياض خاصة، التي يعد هو باني النهضة الشاملة فيها وفي جميع المدن والمحافظات، لذا فإنه تحدث بالتفصيل عن كيف كانت أيام شح الموارد، وعدم توافر أبسط مظاهر الحياة الناعمة التي كانت تتمتع بها دول عديدة من دول المحيط العربي آنذاك. ولقد استمعت مع آخرين لأحاديث الملك سلمان حول مدينة الرياض، كيف كانت قبل أربعة أو خمسة عقود، وهذه في عمر المدن والدول قليلة جدا، وكيف تطورت مستويات المعيشة فيها، وكذلك تمدد عمرانها حتى أصبحت على ما هي عليه الآن من أكبر العواصم العربية والعالمية. وكان مهندس ما حصل هو سلمان بن عبدالعزيز نفسه، الذي يشرف على كل صغيرة وكبيرة.
والشواهد والمواقف كثيرة، كلها تؤكد اعتزاز الجميع بتاريخ بلادنا وحاضرها ومستقبلها، سواء من الملك الذي يعد المرجع في تاريخ المملكة المخطط لمستقبلها، والرياض وبداياتها الأولى ونهضتها الحديثة خير شاهد على استشرافه -يحفظه الله- للمستقبل، وكذلك الحال مع ولي العهد الذي يعد القائد الأول في صناعة المستقبل، حيث أكد في رؤية السعودية 2030 التي صاغها بفكره وعمله وفي كل ظهور إعلامي أو لقاءات خاصة أهمية التاريخ والجذور والحفاظ على الهوية الوطنية والثقافة الأصيلة. لذا أدعو الآباء والأمهات بمناسبة اليوم الوطني، إلى الحديث مع أبنائهم وبناتهم عن الماضي العريق بما فيه من شظف العيش الذي عاشه الآباء والأجداد، ما زاد من إخلاصهم للقيادة والوطن مع الفخر بالحاضر المشرق الذي احتلت فيه بلادنا مكانة متقدمة إقليميا وعالميا، وحثهم على العمل لمستقبل بلادهم، وأن يشاركوا في مسيرة البناء والتطور لبلادهم، إذ إن الولاء والبذل والعمل أهم احتفاء يمكن أن نقدمه وأبناؤنا لبلادنا.
أخيرا، نجحت فكرة تخصيص اليوم الوطني بإجازة رسمية للقطاعات الحكومية والأهلية كافة، حيث أسهمت في تعزيز الشعور الوطني، خاصة لدى الأطفال الذين عاصروا الزخم الكبير للاحتفال بهذا اليوم المجيد.
حتى نلتقي في اليوم الوطني الـ94، أعيد التأكيد على الحديث عن الماضي، لأنه كما قيل في أحد الأقوال المأثورة والصادقة «من ليس له ماض، فلن يكون له حاضر»، وكل عام والوطن في ازدهار وتقدم والجميع بخير.