يوم الوطن

تكمل المملكة اليوم 93 عاما في عهدها المتجدد، يكتمل عقد هذه الأعوام بأجمل رواية يشهدها العالم. فمن فقر مدقع وجهل منتشر وأمراض وأوبئة وخوف وتباعد وتناحر، إلى واحة وارفة الظلال كثيرة الخيرات يعمها الأمن والطمأنينة وتتوفر فيها كل فرص العلم والصحة والحياة الرغيدة.
المقارنة التي أسلفتها ليست سوى تذكير بما كنا عليه وأين أصبحنا اليوم. العبرة الحقيقية هي في مراقبة التاريخ وما يفرزه من نتائج أساسها ما يكتبه المولى جلت قدرته ويربطه سبحانه بالأسباب التي تؤدي للنتائج. هذه المقارنة مفيدة لمن يراقب العالم من حولنا ويشاهد أين كانت أغلب دول العالم حين أسست المملكة بدخول الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الرياض في صبيحة يوم أشرق لتصبح البلاد متجهة نحو الاتحاد، ويصبح "الحكم لله ثم لعبدالعزيز"، وأين أضحت.
أجزم أن من نطق هذه الكلمات في صبيحة ذلك اليوم وكل من سمعه، لم يكن ليتوقع عشر ما نحن فيه اليوم من الخير العميم، فالحمد لله أن قيض لهذه البلاد قيادة حفظت الكيان وبنته بما يرضي الله، فهي بالأصل منبع الرسالة وهي خير أرض الله وفيها أقدس البقاع الإسلامية المسجد الحرام والمسجد النبوي، فياله من شرف عظيم وياله من تاريخ ترتفع نحوه الرؤوس.
لم تكن البلاد لتستمر في التقدم بهدوء، خصوصا ونحن نشاهد التقدم العلمي الهائل من حولنا. أصبح التحول الديناميكي سنة عالمية، ولمن لم يتمكن من السير مع الركب بالوتيرة نفسها هناك الكثير من الخسائر في كل المجالات. من هنا نبعت الرؤية الجديدة بالقيادات الشابة التي تعايش الثورة المعلوماتية وتعرف اتجاهها، ولهذا تحاول أن تستبقها وتجني ثمارها قبل أن يتقدم الآخرون ويحصدوها قبلنا، ثم لا يكون لنا إلا التحسر على ما فات.
بارك خادم الحرمين الشريفين الرؤية ودعمها بكل ما أوتي وسلم رايتها لولي العهد الذي عدها التحدي الشخصي الذي لا يمكن أن يخسره مهما كلف الأمر، فمن جهده ووقته وعلمه وفكره أعطاها دون استبقاء، ثم إنه حفز أفضل من يمكن أن يعاونوه على تحقيق الرؤية وبناء المجد السعودي، لتكون المملكة في مقدمة دول العالم في كثير من التصنيفات ولتصبح الشريك الأمثل والأقوى لكل من ينطلق في عمل جبار، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا.
أدام الله على هذه البلاد قيادتها وشعبها المخلص وحفظها من كل الشرور وكل عام ووطني في المقدمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي