نحقق ونتحقق

تجتمع في الذهن الآن مجموعة من الصور والمشاهد التي تنير العقل وتبهج القلب، صور ومشاهد وأخبار تتلاحق في هذا الذهن الباحث عن تعبير يقترب من إحساسه باليوم الوطني السعودي، يقترب من الفخر الذي يستحقه الوطن وشعبه وقيادته.
وزير في الصين يبحث عن فرص جديدة لصناعتنا، وآخر في كوبا يمثل قيادته وبلاده في اجتماع لبحث القضاء على الفقر وإرساء نظام اقتصادي جديد، وفرقة "الأوركسترا" السعودية تبهر الجمهور الحاضر في المسرح وذاك المتابع خلف أي شاشة بموسيقانا وتراثنا وتعزف وتؤدي لفرانك سيناترا بإيقاع سعودي وآلات من التخت الشرقي.
الشباب في شوارع طهران يلاحقون حافلة نادي النصر لتصوير نجومه العالميين، ومثلهم في بومباي يلاحقون حافلة نادي الهلال، وأكبر معرض عالمي للعقار يختتم أعماله، وأحد أكبر معارض الكتاب في العالم يستعد ليشرع أبوابه أمام القراء، والقناة الثقافية في محاولتها الثانية تنطلق اليوم تزامنا مع ذكرى اليوم الوطني.
الصور والمشاهد والمشاريع كثيرة وكبيرة، وما ذكرته مثالا لا حصرا هو ما حدث ويحدث خلال الأيام القليلة الماضية فقط، سبقه وسيعقبه آلاف صور العمل والإنجاز التي لو تخيلتها صورا صغيرة كثيرة ستجمعها على لوحة واحدة وتضع في قلبها صورتين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قائدنا وقائد مسيرتنا، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ملهمنا ومنفذ رؤيتنا وقائدنا نحو المستقبل، أيدهما الله وحفظهما، وحفظ بلادنا والشعب السعودي الكريم.
"نحلم ونحقق" هو شعار الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني، وهو صحيح وجميل ومعبر عن واقع الحال، ونحن بالفعل نحلم أحلاما كبيرة ونحققها اليوم وغدا بإذن الله، وأحسب أيضا أن نحقق ونتحقق، نتحقق من تأثير وأثر كل شيء نفعله، نراجع أولوياتنا، ونغير خططنا في مرونة مذهلة لأننا لا نروم الإنجاز فقط، بل نبحث معه عن الإتقان وصناعة مثال يحتذى لكل باحث عن تطوير بلده ومجتمعه.
إذا لم تكن جزءا من أي صورة أو مشهد حدث ويحدث من خلال وظيفتك أو مهنتك أو فنك أو أفكارك، يمكنك أن تصنع صورتك الخاصة لنضيفها إلى هذه الصورة الكبيرة، يمكنك ذلك لأن هذا زمن "الحلم السعودي"، وأبسط ما تفعله هو الاستفادة من جودة الحياة التي تتحقق والمشاركة فيها، انقل لأطفالك الصور التي تحدث، اغرس شجيرة صغيرة، حافظ على صحتك، وعش خياراتك الحياتية باستقلال وفردانية إيجابية، وتمتع فكل ما يحدث هو من أجلك ومن أجل من سيعقبك.
كل عام وكل ذكرى لهذا اليوم ووطني وقيادته وشعبه أجمل وأفضل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي