فجوة مرتقبة في «المهارات الرقمية» و95 % من تهديدات الأمن السيبراني ناتجة عن الأخطاء البشرية

فجوة مرتقبة في «المهارات الرقمية» و95 % من تهديدات الأمن السيبراني ناتجة عن الأخطاء البشرية

مع احتدام المنافسة بين خبراء أمن المعلومات ومطوري الهجمات السيبرانية، أصبحت المهارات الرقمية ضرورة حيوية للنجاح في سوق العمل، ومع ذلك، يواجه عديد من الموظفين تحديا متزايدا في اكتساب وتوظيف هذه الكفاءات الرقمية خصوصا في مجال الأمن السيبراني، حيث إن نقص الكفاءات الرقمية بين الموظفين أصبح قضية ملحة تتطلب اهتماما جديا من قبل الشركات والمؤسسات والمجتمع بأسره.
وتتطلب الثورة الرقمية الحالية كثيرا من المهارات والقدرات الرقمية للتفاعل مع التكنولوجيا المتطورة والتعامل معها بفاعلية، ومع ذلك، هناك نقص ملحوظ في الكفاءات الرقمية بين الموظفين في عديد من الصناعات والقطاعات، فبحسب استطلاع حديث فإن 62 في المائة من الموظفين في المملكة العربية السعودية يشعرون بنقص المهارات الرقمية في عملهم، وتحديدا عند استخدامهم أجهزة الكمبيوتر والمعدات الرقمية الأخرى، وأعرب ما يقرب من النصف منهم الذين تبلغ نسبتهم 45 في المائة عن خشيتهم من فقدان وظائفهم بسبب نقص الكفاءات الرقمية، ويعتقد البعض أن ذلك قد يحدث خلال الأعوام الخمسة المقبلة وهم الفئة التي تبلغ نسبتهم 20 في المائة، فيما يرجح 25 في المائة أنه قد يحدث في وقت لاحق.
وأشار 20 في المائة من المستطلعة آراؤهم إلى أنهم متأكدون من عدم تعرضهم لخطر فقدان وظائفهم بسبب ضعف المعرفة بتكنولوجيا المعلومات، ومن بين الذين يعتقدون أنهم أكثر عرضة لفقدان وظائفهم بسبب افتقارهم إلى المهارات الرقمية خلال الأعوام الخمسة المقبلة، رؤساء الأقسام وكبار المديرين، ويبقون على الحذر بشأن الحاجة إلى التعليم الذاتي المستمر، والبقاء في صدارة الاتجاهات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وعموما يشكل نقص المهارات الرقمية عائقا في مسيرة الشخص المهنية، كما يؤدي إلى أخطار جسيمة على الأمن السيبراني للمؤسسة التي يعمل فيها الشخص. لذا يعد “جدار الحماية البشري” إحدى وسائل الدفاع الرئيسة ضد الحوادث السيبرانية. وأظهرت الأبحاث الحديثة أن 95 في المائة من تهديدات الأمن السيبراني ناتجة عن الأخطاء البشرية بطريقة أو أخرى. وقد يقدم الموظفون على فتح روابط تصيد احتيالي أو تحميل برامج فدية على أجهزة الشركة، وربما تنجم عن ذلك خسائر مالية أو تهديد لسمعة الشركة. ولهذا السبب، يجب أن يحصل الموظفون بجميع مستوياتهم على التدريب المناسب في مجال الأمن السيبراني، بدءا من كبار المديرين وصولا إلى المتدربين.
ويعود السبب في هذا النقص في المهارات الرقمية إلى عدة عوامل، من أبرزها التغير السريع في التكنولوجيا، حيث يتطور العالم التكنولوجي سريعا جدا، وقد يكون من الصعب على الموظفين مواكبة هذا التغير المستمر، وظهور تقنيات وأدوات جديدة باستمرار، وقد يكون من التحديات تعلم هذه التقنيات الجديدة وتطبيقها في بيئة العمل، إلى جانب نقص التدريب والتعليم بسبب نقص في الفرص التعليمية والتدريبية المتاحة للموظفين لتطوير مهاراتهم الرقمية، حيث لا يتلقى الموظفون التدريب اللازم أو الدعم الكافي لتعلم التكنولوجيا الحديثة واكتساب المهارات الرقمية المطلوبة، إضافة إلى عدم الثقة ومقاومة التغيير، فقد يشعر بعض الموظفين بالقلق أو المقاومة تجاه التكنولوجيا الجديدة والتحول الرقمي وقد يخشون أن يتم استبدالهم بالتكنولوجيا أو يفقدوا وظائفهم بسبب عدم امتلاكهم المهارات الرقمية اللازمة.
ويمكن لتأثير نقص الكفاءات الرقمية أن يكون كارثيا على الموظفين والشركات على حد سواء، فعدم امتلاك الموظفين المهارات الرقمية اللازمة يمكن أن يؤدي إلى تراجع في الإنتاجية والكفاءة في العمل، وتقليل القدرة على مواكبة التطورات التكنولوجية والابتكار في الصناعة. كما أنه يمكن أن يعرض الشركات لخسائر مالية نتيجة لعدم القدرة على الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا المتاحة والتكيف مع متطلبات السوق الرقمية، لذلك يجب أن يكون لدى الموظفين القدرة على التكيف مع المتطلبات الرقمية وامتلاك المهارات اللازمة للازدهار في بيئة العمل الحديثة، كما على الشركات والمؤسسات نحو تعزيز الكفاءات الرقمية لموظفيها من خلال التدريب والتطوير المستمر، وتشجيع الابتكار في بيئة العمل.

الأكثر قراءة