الشباب والاستثمار البشري مستقبلا «3 من 3»
يرى أحدث تقرير صادر عن الهيئة الاستشارية العالمية لشواهد التعليم، أن مساندة المعلمين بخطط الدروس ومواد التعلم المنظمة، وتوجيه العملية التعليمية حسب مستويات تعلم الطلاب بدلا من أعمارهم أو صفوفهم الدراسية، من الإنجازات الكبرى.
ومنها مساعدة الشباب على الانتقال إلى العمل حيث يمر الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما بمرحلة حرجة أخرى أثناء انتقالهم من بناء رأس المال البشري إلى استغلاله. وتصاحب هذه الفترة إمكانات متنوعة، حيث يمكن للشباب الالتحاق بالمدارس أو العمل أو أن يكونوا خارج دائرة العمل أو التعليم أو التدريب. ولقراراتهم آثار طويلة الأجل، سواء كانت المشاركة في سلوكيات بناءة، أو المخاطرة مثل قضايا ممارسة الجنس المختلفة المنافية للسلوكيات العامة أو تعاطي المخدرات أو النشاط الإجرامي أو التورط مع التشكيلات العصابية. وكلها تصف جرائم مجتمعية تحتسب عليها القوانين والأنظمة الدولية المناهضة ضد حقوق الإنسان.
علاوة على ذلك، يمكن للأزمات والصدمات غير المتوقعة أن تغير آفاق الشباب بشكل كبير، ويترك ذلك آثارا دائمة في مستقبلهم. وخلال الجائحة، انخفض معدل تشغيل الشباب الداخلين إلى سوق العمل انخفاضا كبيرا، وفي كثير من الحالات، لم يرجع المعدل إلى مستويات ما قبل الجائحة، على الرغم من عودة معدلات تشغيل الكبار إلى هذه المستويات. ولم يتمكن 40 مليون شخص، كان من الممكن لو لم تقع الجائحة أن يحصلوا على وظيفة، من دخول سوق العمل بنهاية 2021، واشتدت اتجاهات البطالة في صفوف الشباب. وعلاوة على ذلك، زادت أعداد الشباب العاطل. وفي جنوب إفريقيا وحدها، أسفرت الجائحة عن زيادة عدد الشباب العاطلين بواقع 2.8 مليون شاب، وكان نحو ثلث الشباب خارج دائرة العمل أو التعليم أو التدريب قبل تفشيها.
سيسهم إيجاد فرص العمل للمبتدئين وإنشاء شركات جديدة في إطلاق الطاقات الحقيقية لهذا الجيل الديناميكي ودفع عجلة التقدم في الأعوام المقبلة.
وبشأن الاستثمار في المستقبل، فإنه لن يحدث أي من هذه الاستثمارات دون تضافر جهود الحكومات والمجتمعات المحلية والمنظمات متعددة الأطراف. وهناك سياسات ثبتت جدواها يمكن أن تحسن رأس المال البشري للشباب. وقد يكون العالم في لحظة فاصلة وواضحة لتحديد مصير شباب اليوم، والمطلوب للمضي نحو مستقبل أفضل محدد وواضح بالقدر نفسه. وفي يوم الشباب، نتعهد بتكثيف جهودنا للاستثمار في هذه الشريحة من السكان وتأمين مستقبل أكثر أمانا وصحة وإنتاجية.