السعودية .. جوهرة لوجستية بين القارات
حينما اكتشف النفط في بلادنا 1938 وبدأت تصديره والاعتماد على عوائده كمصدر وحيد للدخل تمنت الدول المستوردة أن تظل الحال كذلك. دولة تصدر النفط الخام بسعر متواضع ثم تستورد مشتقاته بعد تصنيعها بأسعار عالية جدا، لكن هذا الوضع لم يستمر طويلا وخاب ظن تلك الدول، حيث وضعت القيادة السعودية الخطط لتنويع مصادر الدخل وجاءت رؤية 2030 بخطوات وبرامج محددة لتطوير جميع القطاعات الاقتصادية حتى تتحول من قطاعات مستهلكة إلى قطاعات منتجة ورابحة وأهمها الصناعة والاستثمار والتجارة والخدمات والسياحة.
بعد هذه المقدمة وحيث إن القطاعات الاقتصادية الرئيسة قد أخذت نصيبها من التركيز الإعلامي فإن حديثي اليوم سيكون عن الخدمات اللوجستية وهي الإجراءات التي تضمن نقل المنتجات والبضائع من نقطة إلى أخرى عبر مختلف وسائل النقل البرية والبحرية والجوية.
وقد أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء المخطط العام للمراكز اللوجستية، ما يرسخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يملك إمكانات كبيرة ليكون جوهرة لوجستية بين القارات، حيث الموقع المميز الذي قد يتوافر لدول أخرى لكن عوامل النجاح المهمة غير متوافرة بينما بالنسبة للسعودية لديها جميع الإمكانات، بنية تحتية متكاملة من المطارات الحديثة إلى الموانئ والطرق البرية والسكك الحديدية والمساحة والكثافة السكانية والشباب المؤهل علميا وتقنيا، وهذا هو المهم في عصر التقدم التقني الذي تقوم عليه المهن الحديثة وبالذات في المجال اللوجستي، ولذا فإن خطوة إطلاق المراكز اللوجستية التي يبلغ عددها 59 مركزا منتشرة في أنحاء البلاد على مساحة تتجاوز 100 مليون متر مربع ستوجد عديدا من الوظائف للشباب والشابات كل حسب تخصصه ومهاراته.
وبحسب ما ورد في خبر وكالة الأنباء السعودية، فإن المخطط العام للمراكز اللوجستية يهدف إلى تطوير البنية التحتية للقطاع اللوجستي وتنويع الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة المملكة كوجهة استثمارية رائدة ومركز لوجستي عالمي.
أخيرا، إطلاق ولي العهد، وهو رئيس اللجنة العليا للنقل والخدمات اللوجستية، لهذه الخطوة يعد مكملا لحزمة من المبادرات المستمرة وفق أهداف الرؤية الشاملة التي حرصت على تطوير القطاع اللوجستي من خلال شراكة مع القطاع الخاص لاستكمال البنى التحتية للقطاع وزيادتها وتحسينها وربطها بمحيط المملكة الإقليمي بهدف تعزيز مكانة السعودية كمنصة لوجستية مميزة بين القارات الثلاث.
يقول صالح الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجستية: إن إطلاق المخطط العام للمراكز يشكل دعما كبيرا لأعمال منظومة النقل والخدمات اللوجستية، وأشار إلى أن المخطط سيكون عنصر جذب ودعم لتمكين الصناعات المحلية وتعزيز الصادرات السعودية بكفاءة عالية، ودعم اقتصادات وخدمات التجارة الإلكترونية بين مناطق ومدن ومحافظات المملكة.