أعلى مستوى لأسعار النفط خلال 2023 .. سحب المخزونات الأمريكية يبدد مخاوف تباطؤ الطلب الصيني

أعلى مستوى لأسعار النفط خلال 2023 .. سحب المخزونات الأمريكية يبدد مخاوف تباطؤ الطلب الصيني

لامست أسعار النفط، أمس، مستويات جديدة بعد تسجيل خام برنت أعلى سعر له منذ يناير، إذ ساعد سحب كبير من مخزونات الوقود الأمريكية على تبديد تأثير المخاوف من تباطؤ الطلب من الصين.
وصعد خام برنت دولارا بما يعادل 1.2 في المائة إلى 87.17 دولار للبرميل، بعد أن لامس في وقت سابق من الجلسة 87.65 دولار، وهو أعلى سعر منذ 27 يناير .
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.13 دولار أو 1.4 في المائة إلى 84.03 دولار للبرميل. ولامس الخام الأمريكي القياسي في وقت سابق اليوم مستوى 84.65 دولار، وهو أعلى سعر منذ نوفمبر 2022.
وأظهرت بيانات حكومية أن مخزونات البنزين الأمريكية انخفضت 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، وأن مخزونات نواتج التقطير، التي تتضمن الديزل وزيت التدفئة، تراجعت 1.7 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع لـ"رويترز" بثبات كلا المخزونين على الأغلب.
وقال فيل فلين، المحلل لدى "برايس فيوتشرز جروب": "نشهد زيادة في الطلب على البنزين. إنها تثير مخاوف إزاء شح مخزونات البنزين التي لا تزال أقل من المتوسط".
كما لاقت الأسعار دعما من إعلان السعودية الأخير تمديد خفض طوعي لإنتاج النفط بمليون برميل يوميا شهرا آخر ليشمل سبتمبر. وقالت روسيا أيضا إنها ستخفض في الشهر ذاته صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميا.
وقال كارالامبوس بيسوروس، كبير محللي الاستثمار لدى "إكس.إم. للسمسرة": "التعافي الأحدث مدفوع بشكل أساس بتعهد كبار المنتجين، مثل السعودية وروسيا، بالإبقاء على الإمدادات منخفضة لمدة شهر آخر".
وحقق النفط الخام مكاسب للأسبوع السادس على التوالي الأسبوع الماضي، مدعوما بتراجع إمدادات "أوبك+"، وآمال بأن يعزز التحفيز تعافي الطلب على النفط في الصين.
ويقول لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون، إن الاتجاه الصعودي القوي لأسعار النفط الخام ظهر برسوخ منذ أوائل يوليو الماضي، مدفوعا بقرار السعودية خفض مليون برميل إضافي يوميا، إلى جانب تخفيضات الإمدادات الجارية من قبل "أوبك"، بهدف توازن السوق وتعزيز الاستثمارات النفطية في مشروعات المنبع خصوصا.
وفي هذا الاطار، يقول مارتن جراف مدير شركة إنرجي شتايرمارك النمساوية للطاقة، إن مكاسب أسعار النفط الخام كانت سمة غالبة في السوق على مدار ستة أسابيع منذ دخول التخفيضات السعودية حيز التنفيذ، وهو الأمر الذي كان مدعوما أيضا بضعف الدولار في يوليو، لكن الأسعار استمرت في الارتفاع حتى مع أداء الدولار القوي في الفترة التي سبقت إعلان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. ونوه إلى أن أسعار النفط الخام شهدت تقلبات بعد بيانات الاستيراد والتصدير السيئة من الصين وانعكاساتها السريعة والمباشرة على أسواق النفط الخام، موضحا أن اقتصاد الصين ما زال يكافح للتغلب على مشكلات ما بعد انتهاء جائحة كوفيد.
من جانبه، يقول سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف، إن التقلبات السعرية ستستمر في المرحلة المقبلة مع مخاوف الركود، مشيرا إلى تسجيل الصادرات الخارجية للسلع الصينية أسوأ انخفاض على أساس شهري منذ فبراير 2020 مع ضعف الإنفاق الاستهلاكي وتباطؤ نمو الاستثمار.
وأبرز قيام البنك المركزي الصيني بتحديد قيمة اليوان عند أضعف مستوى خلال شهر تقريبا ساعيا لتحفيز مزيد من الصادرات عن طريق خفض قيمة العملة بشكل طفيف، لكن مع تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة أيضا قد لا تكون مثل هذه الإجراءات كافية.
من ناحيته، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، أن تحالف "أوبك+" خفض إنتاجه من النفط الخام إلى أدنى مستوى في عامين تقريبا في يوليو مع بدء خفض طوعي كبير من قبل السعودية، مشيرا إلى بيانات وكالة "بلاتس" التي تؤكد أن الخفض الإنتاجي السعودي الأخير، وكذلك الاضطرابات في كازاخستان ونيجيريا مقابل زيادات الإنتاج في إيران والعراق أدت إلى انخفاض إنتاج "أوبك+" بنحو مليون برميل يوميا على أساس شهري.
وأضاف أن بيانات "بلاتس" أبرزت أن أعضاء "أوبك" الـ 13 ضخوا 27.34 مليون برميل يوميا، بينما أضافت روسيا وثمانية حلفاء آخرين 13.06 مليون برميل في اليوم بإجمالي 40.40 مليون برميل يوميا، لافتا إلى أن هذا هو الأدنى منذ أغسطس 2021 عندما كانت التخفيضات الرئيسة التي تم تنفيذها أثناء الوباء لا تزال قيد التراجع.
بدورها، أوضحت ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام، أن مكاسب أسعار النفط الخام تكبحها توقعات دولية جديدة بأن إنتاج النفط الأمريكي هذا العام سيرتفع بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في السابق، ما يوفر إمدادات خام إضافية لسوق تتسم بتقلص وتشديد العرض.
ونوهت إلى أن إنتاجية الآبار الأعلى من المتوقع وارتفاع أسعار النفط الخام ساعدت على تعزيز الإنتاج الأمريكي إلى مستوى قياسي بلغ 12.8 مليون برميل في اليوم عام 2023، ارتفاعا من التوقعات السابقة البالغة 12.6 مليون برميل في اليوم، وذلك بحسب تقرير شهري من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية،
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك"، وسجل سعرها 87.61 دولار للبرميل، الثلاثاء، مقابل 88.25 دولار للبرميل في اليوم السابق .
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، وسجلت فيه 86.63 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة