الحد من تلوث الهواء الناجم عن الدخان والغبار «3 من 3»
تسلط دراسة صدرت أخيرا الضوء على أن استعادة الأراضي الطبيعية يمكن أن تسهم أيضا في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال منع إطلاق الكربون وامتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتسببت حرائق الغابات في تركيا 2021 في أضرار جسيمة للبنية التحتية الحضرية والحرجية والزراعية، ما أثر في المناطق السكنية، وأسفر عن خسائر بيئية وبشرية واقتصادية. ووافق البنك أخيرا على مشروع الغابات القادرة على الصمود أمام تغير المناخ في تركيا بقيمة 400 مليون دولار، بهدف معالجة بعض هذه التحديات واستعادة المناطق التي طالتها الحرائق. ومن شأن هذا المشروع أن يعود بالنفع على القرى والمجتمعات المحلية التي تعيش في الغابات، إذ سيوفر مساندة لسبل كسب العيش والتوظيف لما يبلغ 21 ألف أسرة، ومساعدات مالية وفنية لألفي مشروع تقودها نساء. وفي جمهورية قيرغيزستان، يهدف مشروع بقيمة 50 مليون دولار، قيد الإعداد حاليا، إلى معالجة تلوث الهواء في العاصمة بيشكيك التي احتلت المرتبة الأولى عالميا من حيث تلوث الهواء عدة مرات في الأعوام الأخيرة، وذلك حسب مؤشر جودة الهواء. ومن المقرر أن يساند هذا المشروع الحد من تلوث الجسيمات الدقيقة PM2.5 عن طريق تحسين النظام الوطني لإدارة جودة الهواء، والتدابير الرامية إلى توفير تدفئة أنظف للأسر، ومشروع تجريبي للحزام الأخضر حول المدينة، ورفع مستوى صيانة المساحات الخضراء للحد من الغبار الناتج عن الرياح وتأثيرات ارتفاع الحرارة في المناطق الحضرية.
وبشأن تنقية الهواء، ما أسباب أهمية الإجراءات على صعيد السياسات، ففي المناطق القاحلة مثل تلك الواقعة في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وتركيا، وفي مختلف أنحاء العالم، يمكن للاستراتيجيات والسياسات الوطنية الشاملة للنمو الأخضر المقترنة بالإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والمشاركة المجتمعية، أن تحد بشكل كبير من تلوث الهواء، وأن ترتقي بمستوى الصحة، وأن توفر فرص عمل معتبرة على المستوى المحلي. كما يمكن أن تحقق الجهود الفاعلة لإعادة الأراضي إلى هيئتها الأصلية والحفاظ على التربة، وتخضير المناطق الحضرية، وإدارة الحرائق منافع عالمية من خلال التخفيف من آثار تغير المناخ، وتعزيز القدرة على الصمود أمام الصدمات الناجمة عن تغير المناخ في المستقبل.
وفي نهاية المطاف، يعد الهواء النظيف من المنافع العامة العالمية، ففوائده تتجاوز الحدود، وتتطلب تعاونا على المستوى الإقليمي، كما أن الجميع يتمتع بها. وعن طريق الاستجابات الفاعلة على صعيد السياسات المتعلقة بالمناخ والبيئة وجودة الهواء، يمكننا ضمان بقاء سمائنا زرقاء لا صفراء.