العام الهجري .. يشتكي ثم يودع
ودع العالم الإسلامي في الأسبوع الماضي العام الهجري 1444هـ، الذي شهدنا خلاله أحداثا بعضها سارة وأخرى عكس ذلك، وعلى مستوى بلادنا كانت كفة الإنجازات السارة هي الراجحة، ولله الحمد، وفي مقدمتها المصالحات التي تمت في المنطقة بقيادة سعودية، شهد بها الجميع وأثنى عليها بعض الأعداء، "والفضل ما شهدت به الأعداء"، وما ذلك إلا لأن القيادة السعودية تضع في مقدمة أهدافها تحقيق مصالح شعبها، ولا تغفل مصالح الشعوب الشقيقة والصديقة. لذا جمعت قيادات الخليج العربي وبعض قيادات العالم العربي والإسلامي على أرضها مع زعماء الشرق والغرب، ما مكن دول المنطقة أن تقيم علاقات متوازنة مع الجميع على مبدأ السيادة أولا وعدم التدخل في شؤونها ثانيا. ويحمل مشعل هذا التوجه العظيم قائد شاب يتعامل بوضوح مع الجميع، وهو الأمير محمد بن سلمان
ولي العهد، بتوجيه ودعم من الملك سلمان -حفظهما الله-.
وبعد هذه المقدمة، أعود إلى الحديث عن العام الهجري الذي وقف على الباب بوجه متجهم وبصوت متهدج، قال: أودعكم وأثق بناء على المعطيات التي تمت في الأشهر التي أحملها على ظهري أن عام 1445هـ، سيكون أفضل بإذن الله.. لكن قبل الانصراف أود أن أشكو وأعتب عليكم، حيث لاحظت عدم اهتمام الأغلبية من الأبناء باستعمال التاريخ الهجري، بل حتى تذكره.. حيث انصرف هؤلاء إلى التاريخ الميلادي، وأصبحت أحاديثهم ومواعيدهم يردد فيها يناير وفبراير ومارس بدل المحرم وصفر وربيع الأول. والحمدلله أن رمضان وذي الحجة يفرضان وجودهما بسبب الصوم والحج.. ولعل ما أبعدهم عني أيضا أن رواتبهم، وبالذات في الشركات الأجنبية وشبه الأجنبية، أصبحت تصرف حسب هذه التواريخ. والحمد لله أن الحكومة بجميع أجهزتها ما زالت تعتمد التاريخ الهجري في المراسلات والقرارات ولا بأس من ذكر التاريخ الميلادي بعده. ثم بكى العام وهو ينصرف بخطوات متثاقلة ويردد المهم ألا تنسوني نهائيا، فأنا أذكركم بحدث إسلامي عظيم، حيث انطلقت انتصارات الإسلام بعد الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلوات والتسليم.
أخيرا، واختتم العام الهجري حديثه بالقول، إن كنتم تريدون البر بالآباء والأجداد فلا تنسوا عامكم الهجري أيها الشباب المسلمون الطيبون.. وأنا أقول لا بأس أن نأخذ بمختلف العلوم الحديثة، كما هي بلادنا التي أصبحت تحقق المراكز المتقدمة في التقنية على مستوى العالم.. لكن المحافظة على تاريخنا والموروث الإسلامي بجميع مقوماته أمر مهم، وكل عام وبلادنا والعالمين العربي والإسلامي في أمن واستقرار ومزيد من الرخاء بقيادة بلاد تهتم بمصلحتها ومصلحة الجميع في جميع المجالات.